لا يُخْطِئُ المراقب المهتم بالِشأن الوطني ملاحظةَ سيطرة السياسة و التسيس علي اهتمامات جميع الموريتانيين علي اختلاف ألسنتهم و أعراقهم و أعمارهم و أجناسهم و مراكزهم و منابتهم و منازعهم و دُخُولِهِمْ،...
من شرفته في الملإ الأعلى يطل علينا للمرة الرابعة.. ما زال هو كما ودعنا قبل أربع سنوات، ممتلئا كبرياء، وعنفوانا.. بقامته الفارهة وجبهته التي لم تنحن يوما إلا للذي رفع السماء بغير عمد.. ما يزال منتصب القامة كنخيل الفرات.. مرفوع الهامة كجبال "آكاكوس" بالجنوب الليبي..
قبل سنوات كان الجيش الموريتاني بكل تشكيلاته محل سخرية لدى كل من هب ودب.. جنود تنحصر مهماتهم في رعي إبل قادتهم أو خدمة منازلهم وحراستها... وقادة لا هم لهم سوى إشباع رغباتهم وغرائزهم غير عابئين بأي شيء له علاقة بما يفترض حينها أنه وطنهم..
إن البراءة هي الأصل، فلا تحتاج إلى إثبات، بعكس الإدانة فالمعروف أنها تحتاج إلى أدلة قطعية تبنى على الجزم واليقين، وعليه إذا لم ينجح الادعاء في إثبات تهمه إثباتا قاطعا تعين الإبقاء على الأصل .
المُوظفُ العمومي و الموظف العمومي السامي بالأخص هو أحد أهم رموز و عناوين الدولة و يجب عليه أن يكون في حياته العامة تُرْجُمَانًا لهيبتها و كِبْرِيائِهَا و سُلْطَانِها و يَحْرُمُ عليه في حياته الخاصة الوُقُوعُ في شُبُهَاتٍ قد تؤدي إلي المساس و الانتقاص من سَمْتِهِ و عِزَتِهِ و وَقَارِهِ و مكانته
ماذا تلف وتدور صحيفة "لوموند" بتحقيقها الموجه حول "كينروس"؟ ألم يكن بإمكان الصحيفة التي عرفت بالرصانة أن تدخل في صلب الموضوع لتكشف الوجه القبيح للصحافة المأجورة..
وسارت القافلة؛ وبقي من اختاروا التخلف؛ جبنا؛ أو عدم فهم لحسابات التاريخ والجغرافيا والسياسة على الهامش؛ كما كانوا منذ الأزل..
قالت موريتانيا: لا.. ملء فيها لمن راموا إهانتها.. هي لا تحتاجهم أكثر مما
يحتاجونها. سارت لا تقبل الوصاية من أحد..سارت.. تحدوها العزائم.. يحفها نصر الله.. ومن يمينها وشمالها الدعوات..
تتعرض كتيبة الأمن الرئاسي - والجيش عموما- منذ 6 أغسطس 2008 - وحتى من قبل ذلك- لهجوم لاذع ومركز كانت آخر حلقاته غير البريئة تلك التي تزامنت مع أحداث الشقيقة بركينا فاسو؛ حيث يرى بعض متكلمينا أن "الدرس البوركينابي" بالغ الدلالة، دون أن يضعوا في الحسبان عور "القياس مع وجود الفارق" من جهة، ثم أن موريتانيا المعاصرة - من جهة أخرى- هي