أثار قرار إلغاء مجلس الشيوخ واستبداله بمجالس جهوية منتخبة ، والمقدم الى الاستفتاء العام - ضمن الإصلاحات الدستورية الأخرى التي تمخضت عنها جلسات الحوار الوطني الشامل ، أثار هذاولعل أكثر ما لفت انتباهي هو المنحى الذي أخذه..
مثل مهرجان نواكشوط مساء 3أغسطس أقوي رسالة للمعارضين للإصلاحاتالدستورية ، فقد تدفق الشباب بقوة الي ساحة المهرجان، وتفاعل بقوة مع الرئيس وهويبرز بأريحية ورباطة جأش، معالم موريتانيا الجديدة.
لسنا استثناء في الجغرافيا والانتماء وصناعة النخب، فنحن في المجال الجغرافي حضارة رحل أقلعت مزنها، وفي المصير والانتماء جزء من أمة مأكولة من قبل أمم احتلال تكالبت على قصعتها، فأكلت المرق وشربت العرق، وصنعت لنا –أمم الاحتلال والاستعمار- نخب فساد ترى مثلها في"التنوير" الغزاة، وفي "الجهاد" الغلاة، وفي "الأحزاب" أقزام المتكبرين الطغاة
جولة رئيس الجمهورية في الداخل، سبع محطات مضت بدأت بمهرجان نواكشوط الافتتاحي، وثنت في روصو بوابة البلاد الجنوبية، وثلثت بألاك عاصمة لبراكنه، لتجيء محطات كيهيدي وسيلبابي وكيفه ولعيون، وما زالت محطات الانتصار متواصلة.
تغير المشهد السياسي الوطني في مجال ضمان الحريات وصونها بعد عهود من الاستبداد والانسداد، وأصبحت موريتانيا في صدارة الدول المستقرة أمنيا في العالم، وترسمت الخطى في وضع قواعد حكامة اقتصادية متميزة تحارب الرشوة والفساد وأمنت بذكاء التوازنات الأساسية لعبور عهد(انخرام الدول، وفوضى فكر الإرهاب)،
قطع المهرجان الشك باليقين، فالشعب سيقرر مصير مجلس الشيوخ في أسبوعين بواسطة صناديق الاقتراع، والصفحة سجالا ستطوى بالتي هي أحسن: الشعب استفتي، والشعب سيحسم أحد الخيارين بأصواته.