أثبتت أوسع انتخابات وطنية ، تجري في موريتانيا منذ 28نوفمبر 1960 م، أن موريتانيا لم تعد ملكا مشاعا لحزب واحد، ولا شماعة لنخبة مؤدلجة، ولا لعبة بين تكنوقراطيين، يرمقون بأعينهم، وينتجعون بأوداجهم ، حيث ما أمطرت السلطة ، وأينما أينعت الثروة والمكس.
ظلت أسرة أهل اشريف ولد عبد الله في فلك الأنظمة وتتعامل معها من خلال المحيطين بها من مؤسسات وعمال ، أو عن طريق مؤسستهم الأشهر ؛ مؤسسة محمد عبد الله ولد عبد الله (MMOA) .
نحن نعيش عالما خطرا، وجغرافيا إفريقيا أخطر من هذا العالم وبلدنا القليل في موارده، وسكانه، لا يحتمل صراعا على سلطة القرار، ولا يتسع لبرلمان ضعيف ، وشعبنا في غالبيته طلاب عدالة وتنمية، ولم تكبله أهواء حب السلطة واستيراد الأزمات.
تفرج الموريتانيون خلال عطلة الأسبوع على رئيس التكتل أحمد ولد محمدن ولد داداه في لحظة حل من المروءة والحياء الراسخ في قيم مجتمعنا وقواعد وأساسيات الاختلاف المضمنة قوانين وأعراف العمل السياسي بصفة عامة والحملات الانتخابية بصفة خاصة.
تأملت وأنا أرى رؤساء حكومات، وقادة أحزاب حاكمة، وعرفاء قبائل، ووزراء أنظمة بعملتها القديمة وبعملتها الجديدة ببلدي، يقفون في أعلى السفينة وهم يتحدثون في أسفلها بلسانين ، ووجهين، ومرشحين ، لا تتمعر وجوههم ولا تتلعثم ألسنتهم....
لم يكن رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز مازحا عندما قال خلال زيارته للحوض الشرقي وولاية العصابة وأكد في افتتاح الحملة الانتخابية بنواكشوط إن على الجميع التقيد بالانضباط الحزبي, معلنا براءته من المغاضبين الذين ترشحوا من خارج حزب الاتحاد من أجل الجمهورية, داعيا إياهم إلى سحب ترشحاتهم والعودة إلى الحزب والانخراط في حملته.
الموريتاني متمعدد بطبعه، مخوششن في ظعنه، يعرب إذا استعرب، ينشد إذا طرب، يقرض القصيد سليقة إذا استمطر، يكرم إذا طرق،يؤم المحراب إذا نودي حي على الفلاح، يتصدر مجالس الفتوة والإفتاء إذا أشكلت نازلة أو اذا تحلق اهل العلم في منتدى أو مجالس ذكر.
انطلقت البارحة في غرة عشر ذي الحجة، ليلة الجمعة 16 أغسطس2018 ، حملة انتخابية موريتانية يشارك فيها 98 حزبا سياسيا ، قدموا 1553 لائحة للانتخابات البلدية، و67 لائحة جهوية تتنافس في 13 عشر دائرة هي عدد المجالس الجهوية لولايات الوطن، و109 لائحة حزبية تتباري على نيابيات 57 مقاطعة هي عدد مقاطعات الوطن ، إضافة إلى 96 لائحة نيابية ل20 مق