هكذا ببساطة وبطيبة طالب النائب محمد غلام ولد الحاج الشيخ من رئيس الجمهوية أن يقدم استقالاته ، إحتحاجا على سلوك أحد الموظفين التزلفي .
إنها خطوة مهمة وكبيرة ومتقدمة في الممارسة الديمقراطية ، لكن في نفس الوقت تتطلب قراءة أخرى بعيدا عن المانشيت الديمقراطي والتهويل الشعاراتي الذي صاحب هذه الدعوة ..
الأستاذ الطيب غلام والنائب يقف في مؤسسة تشريعية دخلها بفضل الخيارات التي أتاح هذا النظام ، ومستوى تعاطيه مع الفاعلين السياسيين والاجتماعيين في البلد ورغبته في مشاركة الجميع وفتحه باب المشاركة السياسية من أمام حتى المحرومين منها لوقت قريب من عمر البلد السياسي ، إن وقوف الرجل الطيب في مؤسسة وصلت لما وصلت به من حرية تعبيرية بإرادة النظام ورغبته في تطوير العمل النيابي وتفعيل الدور التمثيلي لممثلي الشعب يجعل مثل هذه الدعوة وهذه المطالبة رغم روحها الخطابية الديمقراطية أمام حرج كبير .
حين نبحث عن سبب الدعوة لإستقالة الرئيس ونعرف أنه بسبب تزلف أحد الموظفين ومحاولاته للتقرب ، فإننا معنيون جدا بشكر الرئيس محمد ولد عبد العزيز لأن مثل هذه الدعوة لم تجد في كل السلوك السياسي للنظام ما تستند عليه وتتخذه حجة ، غير سلوك هذا الموظف ، ومن يفكر ويعرف طبيعة البلد وطبيعة الموظفين والثقافة السائدة وتعاطي المرؤوسين مع رؤسائهم ، يعرف ببساطة أن مثل هذه المطالبة هي مطالبة قاصرة عاجزة ولاتحمل أي مصداقية ولامكان لها خارج دائرة المزايدات والبحث عن التقاط الصور والتهويل الإعلامي .
إن أي مطالبة بإستقالة رئيس بلد يجب أن تستند على أخطاء كبرى أو خيانات حقيقية وصلت لمستوى الفضيحة السياسية ، ولاينبغي أن تكون مثل هذه الخطوة الكبرى في الأدبيات النضالية والسياسية مجرد ممارسة بليدة خالية من أي معنى يسعى من خلالها أحدهم للمزايدة .. ويفقدها معناها حين يطالب بها مستقبلا واستنادا على مبررات فعلية .
إن النظام الحالي ورئيسه محمد ولد عبد العزيز ومن خلال تكريسه لروح ديمقراطية جادة وناضجة ، يسحب البساط من تحت بعض المشحونين بثقافات الربيع والتطاول على الرؤساء وعلى الرموز الوطنية ويجعل تصاريحهم مجرد شعارات جوفاء لامصداقية لها ولا جمهور على الأرض يستسيغ سماعها ..إنها صرخة بواد.
نقلا عن صفحة الكاتب على الفيس بوك