عند بلوغك منتصف العمر، يستجيب جسمك بطرق جديدة غير مُتوقّعة، ويعد هذا الأمر دليلا على أنه حان وقت الاعتناء بنفسك بشكل أفضل.
وعن هذا الموضوع تذكر الكاتبة لامبث هوشوالد -في تقريرها الذي نشرته مجلة “ريدرز دايجست”- أنه بمجرد بلوغك الأربعينيات تشعر ببعض التغييرات التي تظهر على جسمك؛ فقد تواجه مشكلة في النوم أو تضطر إلى تكبير حجم الخط أثناء كتابة رسائل البريد الإلكتروني لأنك لا تستطيع رؤية النص جيدا؛ لذلك ينبغي عليك عدم الشعور بالاكتئاب أو الإحباط، وتقبل هذا التغيير الذي يحدث في حياتك، وابدأ إجراء بعض التغييرات التي ستساعدك في الحفاظ على صحتك طوال حياتك.
– النوم جيدا: ذكرت الكاتبة أنه عند بلوغ سن الأربعين يصبح جسم الإنسان في حاجة إلى الراحة والنوم لفترة تتراوح بين سبع وتسع ساعات في الليلة. وفي الحقيقة لا يرتبط النوم لفترات طويلة بالإنتاجية فحسب، بل يساعد أيضا في التخلص من عادات الأكل السيئة.
وفي هذا الصدد، تقول اختصاصية التغذية راشيل بيغون إن “الحرمان من النوم يُخلّ بعمل هرمونات الجوع لدينا، مما يجعلنا نشعر بالجوع عندما لا نحصل على قسط كاف من الراحة”.
وحتى تتمكن من الحصول على قسط جيد من النوم، ينبغي عليك اتباع عادات ليلية تهيئ جسمك للنوم، مثل إنهاء التمرينات الرياضية قبل النوم بساعتين على الأقل، وإطفاء جميع الشاشات قبل ساعة من النوم، وتجنب أي شيء يسبب لك التوتر.
– شرب المزيد من الماء: أشارت الكاتبة إلى أنه مع التقدم في السن، تصبح الفوائد الصحية للماء مهمة لطاقة الجسم ووظائف الكلى؛ نظرا لأن عملية الأيض تبدأ التباطؤ بشكل كبير خلال الأربعينيات.
وحيال هذا الشأن، تقول بيغون إن “الماء ضروري لكل وظائف الجسم، وبالتالي يعد الحصول على كميات كافية أمرا مهما للحفاظ على نجاعة عملية الأيض”.
تجدر الإشارة إلى أنه يُنصح بشرب ثمانية أكواب من الماء يوميا، علما أن هذه الكمية تتغير حسب النشاط البدني وتركيبة الجسم والمناخ، كما تساعد الفواكه الغنية بالمياه -مثل التوت والطماطم والبطيخ والخضراوات، بما في ذلك الخيار والفلفل- على إبقاء جسمك رطبا.
– رفع الأثقال: وفقا لراشيل ستراوب الاختصاصية في فيزيولوجيا التمارين في مدينة سان دييغو، يعد رفع الأثقال يومين على الأقل في الأسبوع خطوة مهمة من شأنها أن تساعدك على الحفاظ على كتلة الجسم العضلية، التي تتراجع بثبات في سن 35؛ الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض معدل التمثيل الغذائي وكثافة العظام. ويتمثل الهدف من هذه التمارين في تقليل معدل فقدان الكتلة العضلية وتقوية العضلات حول المفاصل.
– المزيد من البروتين: من الضروري تناول بروتين عال الجودة، نظرا لأننا نبدأ في فقدان كتلة العضلات لدينا منذ بداية الثلاثينيات، ويستمر ذلك حتى الأربعينيات من العمر. ويمكننا إيجاد هذا النوع من البروتين في شرائح اللحم المفروم والبيض والدجاج وحتى البروتين النباتي.
وفي هذا الصدد، تقول بيغون إن “تناول البروتين يساعد في حرق السعرات الحرارية بشكل أفضل”.
– الاعتناء بثدييك: وفقا لما أفادت به طبيبة النساء والتوليد شيري روس، يصيب سرطان الثدي امرأة من كل ثماني نساء، وهذا يجعل الكشف المبكر عن هذا المرض أمرا أساسيا. وفي الواقع، ينبغي على معظم النساء بدء إجراء تصوير الثدي الشعاعي في سن الأربعين والاستمرار في ذلك كل سنة أو سنتين، وذلك حسب تاريخ العائلة مع المرض وعوامل الخطر”.
– أحب قلبك: تقترح الدكتورة روس زيارة اختصاصي الأمراض الباطنية لمعرفة إذا كنت بحاجة إلى إجراء اختبارات إضافية، مثل تخطيط كهربائية القلب، حتى تتجنب الإصابة بالنوبات القلبية.
– الإقلاع عن التدخين: رغم المعلومات التي تفيد بمدى خطورة التدخين على الصحة، فما زال الكثير من الأشخاص يدخنون. في المقابل، ينبغي عليك التأكد من أن الأوان لم يفت بعد على الإقلاع عنه، وستظهر فوائد ذلك بشكل شبه فوري على صحتك.
– فحص البشرة: ذكرت الكاتبة أنه عند بلوغك سن الأربعين، ينبغي عليك زيارة طبيب الأمراض الجلدية لفحص الشامة بشكل سنوي نظرا لأنه قد يصعب عليك معرفة الفرق بين الشامة التي تكون عادة علامة على الجمال والأخرى التي تظهر نتيجة تغير غير طبيعي للبشرة. وفي هذا الصدد، تقول طبيبة الأمراض الجلدية تسيبورا شاينهاوس “رغم أن ظهور بقع جديدة على البشرة نتيجة الشمس يعد أمرا شائعا، فإن ظهور شامات جديدة وأنت في الأربعين من عمرك يعد أمرا غير طبيعي، إذ يمكن أن يكون ذلك علامة على ظهور الورم الميلانومي”.
ونصحت الكاتبة بضرورة استخدام واق للشمس ومراقبة البقع المتواجدة على البشرة، فضلا عن الجروح التي لا تلتئم؛ لأنها قد تكون بداية ظهور سرطانات جلد.
– انتبه لعينيك: قالت الكاتبة إنه عند بلوغنا سن الأربعين يضعف نظرنا؛ لذلك قد نحتاج إلى وضع نظارات للقراءة أو ضبط الخط في جهاز الكمبيوتر الخاص بنا على حجم أكبر.
وفي هذا السياق، يقول المدير الإكلينيكي لسلسلة متاجر “لنزكرافترز” مارك جاكوت عند بلوغنا سن الأربعين تصيبنا حالة تُسمّى قصور البصر الشيخوخي، ويعني ذلك أن العيون تبدأ فقدان قدرتها على التركيز عن قرب. وقد تشعر بالإرهاق بعد التركيز في الشاشات الرقمية طوال اليوم، وتشعر بالصداع في نهاية اليوم”.
كنتيجة لذلك، من المرجح أن تكون بحاجة إلى نظارات للقراءة أو عدسات لاصقة متعددة البؤر. كما ينبغي عليك أيضا حماية عينيك من أشعة الشمس نظرا لأن الأشعة فوق البنفسجية قد تضر العين، وتتسبب في ظهور ما يعرف بالتنكس البقعي.
وتأكد دائما من إراحة عينيك بشكل متكرر، لا سيما إذا كنت تعاني مما يسمى إجهاد العين الرقمي؛ بسبب تواجدك أمام شاشة الكمبيوتر طوال اليوم.
المصدر الجزيرة