تتجدد مع كل موسم انتخابي سواء كان تشريعيا أو رئاسيا مظاهر التعبئة والتموقع لدى كل مجموعة،
إلا أن الموسم الانتخابي في عاصمة ولاية لبراكنه ألاك من نوع خاص،
فمع بلوغ الحملة ذروتها واستقطابها للجماهير لاتكاد عينك تخطأ مظاهر التآخى والتعاضدد والمحبة بين الاطراف المتنافسة.
ويظل التنافس الشريف علامة بارزة في العلاقة بين الإخوة هناك، ويعتبر حافزاً لبذل المزيد من الجهد والارتقاء بمستوى الأداء للارتقاء بمستوى الخدمة المقدمة. بل والحرص على الجودة، وهكذا يبذل السياسيون جهدهم لبلوغ هذه المستويات ونجاح المنشئات وتميُّزها، وكلما لامست جهودهم المستوى المطلوب المواكب لخطط النهوض والتطوير كلما كان استقطابهم أكبر واقترب الحسم لصالح حلفه،
وتختلف معايير التفوق من شخص إلى آخر إلا أن التفوق الإنتخابي وكمية الملتفين حول ذا أو ذاك يجعل صاحبه أكثر مطالبة من غيره بخفض الجناح وتحمل أعباء العامة ،
وفي مقابل ذلك فإن عناصر التفوق تكون متميزة متى ما كان التحلي بالأخلاق الكريمة عنوانا لها،
ويعد تنافس الأحلاف السياسية بمقاطعة ألاگ يشكل منعطفاً بالغ الحساسية لكونه مرتبطاً بتحقيق المصالح والرهانات الانتخابية ولفت أنظار المواطن إلى إحدى المجموعات التابعة للحلفين المتنافسين وهما: (أوفياء-بشائر) الذين يتمتع كل منهما بجمهور معتبر وتنافس مليئ بالشد والجذب لصالح الحلفين.
إلى هنا فإن الأمر يكون طبيعياً في ظل تنافس شريف يحده الاحترام والالتزام الأدبي بحفظ حقوق الآخرين المادية والمعنوية، ويتجلى هذا الجو التنافسي الشريف عندما يقوم الأطر والفاعلون السياسيون بنشاط سياسى، فإذا بالمتنافسين يتنازلون ويتلائمون فى صف واحد، والاتصالات الهاتفية تتداول بينهم ،وتكذب عينك ماسمعت أذناك لما يدور بين عامة جماهير الحلفين .
غير أن ما يعكر صفو مسار التنافس غياب الأسس الأخلاقية وتهيمن لغة الجشع حينما يتم النَّيل من خدمة أحد الحلفين على حساب آخر شبيه له دون أي اعتبار للشرف وأخلاقيات الخدمة.
فإن التمازج النوعي بين الرغبة والرفض حينما يتعلق الأمر بالمنتسبين لأحد الأحلاف المذكورة والقيمة الأخلاقية لا تقل بهاء،
إنّ المسؤولية الأخلاقية والقانونية عنصرين مؤسسين ومؤثرين في كل عملية خصوصا إذا تعلق الأمر بموضوعنا"الحملات الانتخابية" للمتنافسين فى مقاطعة ألاگ عاصمة ولاية لبراكنة سواء كان ذلك بين الأفراد أو الأحلاف، وإذا كانت هناك جهات تحفظ الحقوق الفكرية فإن الاهتمام كذلك بإنشاء جهة تحفظ الحقوق الاعتبارية لصغار المنافسين سيكون مدعاة لتحقيق التوازن بهذا الصدد، وللمثل الدارج بين الناس اليوم: (رب ارزقني وارزق مني) هذه العبارة المفعمة بالنبل والصفاء والمشاركة الوجدانية والإنسانية تعكس بجلاء أخلاق أهل هذه المقاطعة المباركة وتجسد التكافل المعنوي بكل ما يحتويه من قيم جميلة تحلق بالجميع في سماء الفضيلة وحسن الخلق؛ وفي شأن متصل فإن غياب المنافسة الشريفة على الصعيد السياسى يؤدي الى ظهور التعصب الذي أرجو أن لا تقوم له قائمة، فتجد البعض يبالغ في ميوله نحو اتجاه معين وتفرز المبالغة بهذا الخصوص آثاراً سلبية، وثق بأن مقدار الفرح في حالة الفوز سيقابله نفس المقدار في حالة الخسارة وبالتالي فإن التأزم النفسي سيكون بالمرصاد. والتعصب في موضوعنا معضلة أخلاقية تتكئ على غياب التكافئ والتنافس الشريف، فيما تكون عناصر الميول والعاطفة والرغبة والتأثر قد اختل توازنها ، وحلقت خارج مدار العقل، وحينما يتسع الصدر وتغلفه حلاوة الروح فإن هذا الاتساع سيسهم وبشكل غير مباشر في تنقية المشاعر في أريحية تنبئ عن عمق في الإدراك ونضج في التفكير، فالمشاحنات لا مكان لها بين من نهلوا من معين الفضيلة الذي لا ينضب كتاب الله وسنة نبيه، والحب والتآخي يفرزان مودةلاتنقطع ،وجذورا راسخة بالإيمان لاتقتلع
قائمة على مقاصد الخدمة وتحسين أوضاع الساكنة، الأمر الذي أرجوا أن يتحسن مع تجددكل موسم استقطابى وانتخابى.
بقلم الشيخ القاضي أحمدو الشيخ القاضى
طالب جامعي_مدون