كتابة الرسائل في الغالب لا تأخذ وقتا طويلا، والمَن على الوطن وأهله ليس فضيلة، ونشر اليوميات والأسرار ليس فعلا عظيماً...
كل هذا على افتراض صدق ما ورد في الرسالة التي وجهها رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو من خلال نائبه محمد ولد الدّباغ والتي خلت من أي معلومة يمكن استغلالها ضد رئيس الجمهورية والمرشح رغم المحاولات السردية والأساليب التضليلية المُموّهة واليائسة...
بدأت الرسالة عبثية وبقيت على ذلك النحو إلى آخر سطر، فالرسالة ليست موجهة إلى قائد أركان الجيوش، لأن المدنيين لا يراسلون قادة أركان الجيوش بهذه الطريقة، ولأنها لو كانت موجهة إلى قائد أركان الجيوش لبقيت حكرا على مرسلها والمرسولة إليه؛ الرسالة موجهة إلى رئيس الجمهورية ولمرشحنا وهي خرجة هزلية من خرجات الجوق الإعلامي الذي يديره "المايسترو"
كل رجال الأعمال في العالم يدعمون جيوش بلدانهم في الحالات التي تقتضي التدخل، لأن أمن ممتلكاتهم مرتبط بأمن البلد، ولأن القانون يسمح للسلطات بتسخير الممتلكات الخاصة عند الاقتضاء.
محمد ولد بوعماتو من بين رجال الأعمال الذين تبرعوا للولايات المتحدة الأمريكية بعد إعصار "كاترينا" رغم أنه لا يحلم بأن يكون هذا التبرع سببا في منحه حقوقا خارج القانون الأمريكي؛ فمن الطبيعي أن يتدخل لصالح جيش وطنه في الحالات التي ذكرها، لكن الخارج عن المألوف أن يعتقد رجل الأعمال أن هذا التدخل سيمنحه بعض الامتيازات الخاصة، وهو ما أعتقدُ أن الرجل تفاجأ من عدم تحقيقه وهو ما جعلهم يتكلمون في رسالتهم عن ردّ الجميل ويقارنون بينه وفترة "لمغيطي" إبان كانت الإكرامات والتجاوزات والامتيازات تمنح لرجال الأعمال بسبب توفيرهم لعجلات السيارت وقارورات من سعة خمسين لترا لحفظ الماء أو الوقود!
جاءت رسالة ولد الدباغ لتقدم الرد الشافي على أسباب توشيح ولد بوعماتو بدرع الاستحقاق الوطني من طرف رئيس الجمهورية بمناسبة ذكرى سابقة للاستقلال الوطني، وهو التوشيح الذي اعتبره البعض يومها منحا لمن لا يستحق...
لو كان الرجل أمينا مع نفسه لأدرك أن منح ذلك الوسام في يوم وطني مشهود هو أكبر دليل على رد الجميل والاعتراف به، لكن الجمال في عيون بعض رجال الأعمال يكمن في أشياء أخرى لا علاقة لها بالدروع والأوسمة والتشريفات والأشكال والمعنويات...
محمد ولد سيدي عبد الله