خلال العشرية الأخيرة من القرن المنصرم ومطلع القرن الحالى عانت الدبلوماسية الموربتانية من مشاكل مزدوجة أدت الى غياب البلد عن المحافل الدولية وانكمش الأداء الخارجى لدرجة لم يعد معها للبلاد ذكر على المستوى الدولى.
وعلى الرغم من أن الأمر كان قاسيا جدا إلا أنه كان يعكس الوضعية المزرية التى ظلت تتخبط فيها الدبلوماسية الموربتانية مخلفة بذلك جرحا عميقا ظل ينزف ويعانى منه كل مواطن سافر خارج البلد.
وفى العشرية الأخيرة وانطلاقا من الغيرة الوطنية التى غمرت القائد الرئيس محمد ولد عبد العزيز بدأت البلاد تشق طريقها إلى استعادة مكانتها الدبلوماسية على المستوى الدولي من خلال البدء الفورى فى ترميم الوجه الخارجي للبلاد.
وبفضل الرؤية المتبصرة التى قاد بها السيد الرئيس البلاد بدأت الدبلوماسية تستعيد ألقها.
وعادت الثقة حيث قاد السيد الرئيس العديد من الوساطات الدولية وحضر محافل عالمية كزعيم له تأثير مشهود في توجيه السياسات الإقليمية والغربية والدولية، وقد تجسد ذلك في قيادة البلد برشد وحكمة وتبصر ما مكنه بنجاح من احتضان وتنظيم العديد من القمم والمؤتمرات المهمة في السنةا الأخيرة.
وهكذا بدأت البلاد تألقها على الصعيد الدولى واجتذبت بفعل ذلك احداثا دولية هامة حيث استقبلت العرب فى قمة كانت من انجح القمم ثم القارة السمراء ضمن قمة توصلت الى اتخاذ قرارات تاريخية بعضها ظل مؤجلا لفترات طويلة تتعلق بقضايا القارة الشائكة والمصيربة.
وبفضل هذه الجهود أصبحت موريتانيا شريكا فاعلا فى القضايا الاقليمية والدولية. وتوج هذا المسعى في التعديل الوزاري الأخير بوضع قطار الدبلوماسية الموريتانية على السكة الصحيحة وذلك باختيار دبلوماسي وطني معروف على المستوى الدولي لتولي حقيبة الخارجية والتعاون.
فخلال يوم امس وبطلب من دفيد هال نائب وزير الشؤون الخارجية الأمريكى المكلف بالشؤون السياسية هاتف وزير خارجيتنا السيد اسماعيل ولد الشيخ احمد المسؤول الامريكى رفيع المستوى. ولم يكن هذا وليد الصدفة بل دليلا على تلك المكانة الرفيعة التى اصبحت البلاد تحتلها.
كما انها دليل قوي على المكانة التى يحتلها الرجل فى عالم الدبلوماسية وتأكيد لعمق تجربته فى معترك السياسة الدولية.
ولد الشيخ أحمد كان قد اختير من لدن الأمم المتحدة مبعوثا خاصا إلى اليمن في أبريل 2015 على خلفية خبرة حافلة بالعطاء تمتد لأكثر من 30 عاما في أروقتها في مجال التنمية والمساعدة الإنسانية في إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية.
يمتلك الدبلوماسى المحنك دفتر عناوين لأكثر شخصيات العالم أهمية فى عالم الدبلوماسية والسياسة.
وقد أظهر طوال تجربته الأممية خبرة عالية وحنكة قل نظيرها وكياسة رصينة جعلته من أكثر موظفى الهيئة الدولية خبرة ودراية بكواليس الدبلوماسية الفاعلة.
وهو يجيد اللغات العالمية الأكثر تداولا كتابة وتحدثا الأمر الذى أتاح له فتح أبواب عديدة لا تتاح لعديدين من أمثاله من الموظفين الدوليين.
بهذه المؤهلات النادرة يمتلك اسماعيل ولد الشيخ أحمد المفاتيح المطلوبة للرقي بالدبلوماسية الموريتانية وتحسين صورة البلد عالميا.
وقد أحسن الرئيس محمد ولد العزيز حين اختار ولد الشيخ احمد على رأس وزارة الخارجية.
وما ذاك إلا لحرص رئيس الجمهورية على سمعة بلده ورؤيته الثاقبة والصائبة التى ارتقت بالبلاد إلى الأعالى وحسن اختياره لمن يرى التكليف حمل بعير وهو به زعيم.
بالفعل لقد أعطى القوس باريها وهو لا ينفك يصيب بها يمنة ويسرة خدمة لوطنه وأمته.