حين يحاول المثقف في موريتانيا إعطاء تفسير لحدث سياسي فانه يصل دون عناء الى اعلى درجات الانانية وهو بذالك يعتقد حد الإيمان بان الرسالة التي يحملها (أنانيته التامة) قد تم تبنيها من طرف الجمع المقصود جهة كانت أو عرق أو اَي شيء اخر الا مايجمع الموريتانين.
طالعت هذه الأيام عدة مقالات بخصوص انتخاب مكتب الجمعية الوطنية وكانت غالبيتها تحاول إيهام القرّاء مع انها موجهة خصوصا الى السادة النواب من اجل التأثير على قراراتهم وكاننا انتخبنا أشخاصا يمثلون لوائح مستقلة لا ممثلين عن احزاب ذوو مشاريع مجتمعية.
في كل مرة يحاول المثقف لدينا تجييشنافيما مايخدم اجندته الشخصية لانه مقتنع بان الانتماء للقبيلة وللعرق وللجهة يأتي قبل الانتماء لمشروع مجتمعي. على هذه الخصوصية يراهن الإخوة الذين يتحدثون اليوم عن الشرق و الشمال والجنوب. فمتى كان انتخاب مكتب البرلمان يخضع لتحكيم الفرد ؟ هل سمعتم في العالم ان الحملة الانتخابية تفتح من اجل كسب البرلمانين للتصويت؟ فالبرلماني ليس ناخبا بالمفهوم السطحي للعملية الانتخابية، فهو ينتمي لحزب ذو رؤية مجتمعية وعليه ان يناقش داخل اروقة حزبه المكتب الذي يجب عليه التصويت له دون شخصنة عملية الانتخاب! بغض النظر عن المكتب المقترح من طرف الحزب الحاصل على اكبر عدد من النواب فانه يعتبر خائنا سياسيا لمشروع الحزب كل من حاز ثقة الشعب باعتباره نائبا عن الحزب ولم يصوت له!!
قوي هو إعلام المعارضة الموريتانية: اتذكر في ٢٠٠٧ حين انحاز حزب التحالف APP الى المرشح سيدي ول الشيخ عبدالله كيل التهم بالخيانة التي وجهت له مع انه حزب مستقل وله كامل الحرية في الاختيار فلا الانضباط الجبهوي ( نسبة الى الجبهة آو تكتل مجموعة الأحزاب المتشكلة آنذاك من معارضي نظام ول الطائع ) ملزما بقدر ماهو ملزم اليو م الانضباط الحزبي. ( وصف الشيوخ الذين صوتوا ضد إرادة حزبهم بالابطال ) اَي مفهوم عندنا اليوم للخيانة السياسة ؟ تصورو ان نائبا من تواصل أو UFP أو RFD صوت ضد إرادة حزبه !! بالتأكيد سيهدر دمه ويوصم بالعار كل من عرفه وقد يرث احفاده ذالك العار. حين يموت إسرائيلي يشجب العالم البربرية والهمجية الفلسطينية وحين يموت المئات من الفلسطينين يتحدث العالم عن حق أسرائيل في الدفاع عن النفس!! هو اذا الاعلام والطريقة التي يسوغ بها الحدث.
اكاد اجزم انه لو كان النائب المقترح أو المشاع لتقلد منصب رئيس البرلمان صدفة من اتنية غير التي ينتمي لها الوزير الاول حتي وإن كان من اهل لخل لما تحدثنا عن الشرق والشمال والجنوب لكن ان يكون من نفس الاثنية فهذا يعني ان احتمال تبديله وارد وهنا حق لكل مثقف دائر في فلك الوزير الاول في ان يحذر الرئيس بالطريقة التي يراها مناسبة من إمكانية حدوث الزلزال السياسي كما أسموه عله يعدل عن قراره وبالتالي رفع احتمال بقاء صاحب المعالي!!
ان لنا ان نفهم ان الاثنية والجهوية والقبلية يتم استخدامها فقط للاغراض الشخصية لا غير، اغرب من ذالك لا يتأذي صاحب كفاءة اليوم اكثر ممايتاذي من الموظف السامي من بني قبيلته وجهته وعرقه لانه وبكل بساطة يعتبره منافسه الحقيقي في البقاء في وظيفته أو الحصول على منصب أسمى وأهم .
هذ ه هي حقيقة القبلية والجهوية والإثنية تستخدم عند المثقف من اجل الحصول علي مآربه الشخصية عندها يطحن كل من يعتبره منافسا جديا بدءا بالأقرب قبليا ثم جهويا ثم عرقيا.