في ظرفية استثنائية وخلال استحقاقات انتخابية خاصة ، شارك فيها 98 حزبا سياسيا موزعة على أحزاب غير مصنفة ، وأحزاب ذات طابع انتهازي ، وأحزاب ولدت بمناسبة ولا يعرف عن خلفياتها ولا من يقف وراءها أي شيء ، وأحزاب ذات خطاب متطرف ، وأخرى لديها تجربة كبيرة وقدرة في المناورة السياسية واستطاعات قبل فترة فرض سيطرتها على بعض مقاطعات العاصمة .
في وضعية كهذه.. دخل رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الأستاذ سيدي محمد ولد محم الاستحقاقات الإنتخابات البلدية والجهوية والنيابية بحزب تحت إعادة التأسيس ، إعادة بدأت بالتشاور والتحسيس والتنصيب والترشيحات ، وما ترتب على ذلك من خلافات ونزاعات شهدت في بعض الأحيان أساليب ومواقف مؤطرة من طرف شخصيات نافذة في الدولة مما جعل المنتسبين للحزب يدخلون في حيرة مما يجري ، بالإضافة لتصفية الحسابات من شخصيات كان من المفترض أن تكون داعما أساسيا للمرحلة ، زيادة على ذلك دور المنافسين السياسيين من داخل النظام الذين اعتبروا أن فرصتهم للتخلص من الرجل حان وقتها.
كل ذلك لم يثن الرجل الذي قاد الحزب في هذه الظرفية الاستثنائية إلى بر الأمان وسط كل هذه الأمواج العاتية التي ذكرنا سلفا ، ورغم التهجم والتأثير من خلال الإعلام الموجه من طرف المعارضة ، وأعداء النظام من الداخل والخارج ، ظهر سيدي محمد ولد محم على عادته هادئا متماسكا واثقا من نفسه ، ليواجه هذه التجربة الأولى من نوعها ، برزانته وأسلوبه الراقي المعهود في الخطاب ، ويبرز شخصية وشجاعة وإرادة الرئيس المؤسس فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز ، ويبرهن لفخامته على أنه رجل المهام الصعبة .
لقد نجح الأستاذ سيدي محمد ولد محم حين حصل حزب الاتحاد من أجل الجمهورية على عدد النواب الذي خطط للحصول عليه ، كما نجح حين اكتسح المجالس الجهوية المنشئة حديثا ونجح كذلك بفوز الحزب في معظم بلديات الوطن ، وبرهن أنه الرجل الذي يحسب عليه من خلال نظرته الشمولية وثقافته وحنكته السياسية.
ورغم الظروف السياسية الصعبة وشراسة المنافسة تمكن الأستاذ سيد محمد ولد محم بنظرته الاستراتيجية الاستشرافية قبل ذلك من تنصيب هيئاته الحزبية من قطاعات وفروع وأقسام مؤهلة أكثر من غيرها للمناسبات والاستحقاقات الانتخابية المقبلة .
وهنا يمكن القول إن الاستاذ سيدي محمد ولد محم نجح فعلا وقولا في التنفيذ الدقيق لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز من خلال جميع النتائج التي توصل لها الحزب في الشوطين الأول والثاني ، والتي كان فخامة رئيس الجمهورية على اتصال دائم مع رئيس الحزب للإطلاع عليها أولا بأول كما كان مهتما بمجريات الانتخابات منذ انطلاقتها وأشرف شخصيا على افتتاحها واختتامها في مهرجاني المطار القديم اللذين هز صداهما العاصمة نواكشوط وخارجها .
كما ساهم تعاطي الأستاذ سيدي محمد ولد محم مع اللجنة المكلفة بإصلاح وإعادة هيكلة الحزب في إنجاح عمل اللجنة التي يرأسها وزير الدفاع جالو آمادو باتيا ، وبعضوية وزير الاقتصاد والمالية المختار ولد أجاي ، ووزيرة الإسكان آمال منت مولود ، ووزير الطاقة محمد ولد عبد الفتاح ، ووزير التكوين والتشغيل المهني سيدنا عالي ولد محمد خونة ، وباقي الأعضاء .
ونجاح الرجل إعلاميا لا تخطؤه العين فقد شغل الحزب الشاشات والإذاعات والمواقع ووسائط التواصل الاجتماعي من خلال الزخم الذي اتسمت به حملته وحضوره الجماهيري الكبير ، حيث كان الحزب حديث كل المنابر ووصل خطابه إلى كل المناطق ،
وأخيرا وليس أخيرا نجح الأستاذ سيدي محمد ولد محم بتصديه للدعايات المغرضة ومنافسته الشريفة لأكثر من تسعين حزبا سياسيا بإعلامها وحملاتها ودعايتها..
بقلم : محمد الهيبة