تعد الانتخابات النيابية والبلدية المقبل عليها وطننا العزيز فرصة مواتية وجد مناسبة للشعب الموريتاني الأبي لإعادة انتخاب سلطته الوطنية.
إننا وفي حزب "نداء الوطن" نخوض غمار هذه الانتخابات لنبقى الصوت المحايد والمستقل الصادق المعبر عن تطلعات شعبنا وآماله من صميم آلامه وانتكاساته خاصة تلك المتعلقة بالأوضاع الاجتماعية المزرية والمتردية كالفقر والبطالة والأمية، علاوة على ما يشهده البلد في الهرم من حالة التشرذم والتشظي بين النخبة السياسية في وضع أشبه ما يمكن وصفه والقول عنه بتيه سياسي وانقسام حاد من خلال التضارب في الأقوال والأفعال وخذلان بعضها لبعض، فهذا فيض من غيض من البلايا والرزايا التي تنخر جسد هذا الشعب، وتنعكس على أحواله وتطلعاته بالسلب، لذلك ارتأينا في حزبنا المشاركة للمرة الأولى لنا في الاستحقاقات الانتخابية النيابية والبلدية 2018 إحساسا منا بالمسؤولية الجسيمة الملقاة على كواهلنا من أجل الحد من الشقاق ومحاولة رأب الصدع بين النخبة السياسية المنقسمة والتائهة قدر المستطاع.
إننا نعول على أنفسنا أن نكون بكل حزم وعزم صوتاً للمواطن الموريتاني بغية تحقيق مآربه ومصالحه وأهدافه وطموحاته وتطلعاته في العيش الكريم تحت عباءة وسقف وطن جامع يسع الجميع ويحتضنهم ويبسط لهم أيادي العون والحنان ليكونوا في رفاهية ورخاء واطمئنان.
ومن خلال ذلك سنعمل بكل جد وإخلاص من أجل المشروع الطموح المتعلق بدولة البيظان الكبرى التي بإمكانها صهر الجميع في بوتقة واحدة والاستفادة من عامل التنوع وجعله قوة (قوة في تنوع وتنوع في قوة) بجعله معول بناء لا فأس هدم وردم.. والإلحاح على وحدة الجميع على الهوية الجامعة وتفضيل الأقليات العرقية والإثنية من خلال تقديمها والحفاظ على تراثها ولهجاتها كل هذا في إطار هويتنا العربية الإسلامية الجامعة دون أي وأدنى تحسس من أي طرف كان في رضى مطلق وتام ودرءا لكل أنواع الفتنة والعصبية الجاهلية المنتنة.
وسنسعى جاهدين لحمايتها في وجه أعدائها الكثر المتربصين بها، ولن ندخر أي جهد في الحفاظ عليها وحماية شعبنا وصون كل مصالحه وحقوقه التي تسمح له بالعيش الرغيد بما في ذلك ثرواته الطبيعية سواءً عبر الصوت والكلمة، أو من خلال المشاركة في المحافل الدولية، وفي البرلمان داخل أو خارج مجلس النواب، أو حتى من خلال التصويت وسن تشريعات ووضع قوانين لنحقق هذه الغاية النبيلة.
إن هذا الدور الذي سيؤديه حزبنا حزب "نداء الوطن" يستند إلى ما أنجزه على مدى السنوات الماضية، من خلال حضوره الفاعل في الندوات والمؤتمرات، وحمله القضايا الوطنية العادلة وفي مقدمتها قضية الهوية العربية والإسلامية، وتماسك الوحدة الوطنية، والدفاع عن اللغة العربية، ومن خلال صوته المعبر عن الإيمان بالعيش الواحد، وصون السلم الأهلي، وتعزيز الحوار بين الموريتانيين في وطن التنوع والتلاقي، وكذلك من خلال حضوره ومساهمته على مستوى التشريع والرقابة إيمانا منا بقضايانا المصيرية مستندين في ذلك على ترجيح كفة الأهم قبل المهم وذلك كله يصب في بوتقة واحدة وهي الحفاظ على كرامة وعزة الشعب الموريتاني وتحقيق أمن البلد واستقراره والسعي الحثيث لتقدمه وازدهاره وهو الخندق الذي نرابط فيه والدافع والمحرك الأساسي لنا الذي جعلنا نتخذ قرار المشاركة في استحقاق هذه الانتخابات.
فكونوا في الموعد وانتخبوا وصوتوا على حزب"نداء الوطن".