" ونؤكد وبكل صرامة أن أي إخلال من طرف أي منتسب للحزب
بمقتضيات الالتزام والانضباط الحزبي في الترشح من خارج الحزب أو دعم أي ترشيح من خارجه بشكل غير مرخص أو مأذون به بشكل قطعي وفي سياق الاستراتيجية الانتخابية للحزب سيعتبر صاحبه مفصولا وخارج الإطار الحزبي فورا ووفق الصيغة التأديبية."، فقرة من تعميم لحزب الإتحاد من أجل الجمهورية.
فقرة -أيا كان العبقري الذي صاغها- تعتبر سابقة في أدبيات و ممارسات و قواميس العمل السياسي و الحزبي العام، حيث لا وجود لعبارات " ترخيص أو إذن " في الخروج على القرارات الحزبية -حتى ولو كان في " سياق الإستراتيجية الانتخابية للحزب " !!!- و بخاصة حين يتعلق الأمر بالترشح من خارج الحزب أو دعم ترشيح من خارجه. يا عباقرة حزبنا أضحكتمونا -شر البلية ما يضحك- و أضحكتم الآخرين علينا، فما تفضلتم به يعتبر من الكبائر في العمل السياسي و الحزبي و يصنف -في أحسن الأحوال- ضمن الأمور المتجاوزة غير المعلنة les non-dits التي لا تذكر أحرى تصاغ في تعميم.
ما كان أغناكم عن هذا التعميم، بهذه الصيغة التي لا تحترم لا المهارات و لا العقول و لا مبدأ المساواة و العدالة الحزبية بين المناضلين (تجاهرون بالترخيص و الإذن بالإخلال بالإنضباط الحزبي بالنسبة للبعض في حين تتوعدون البعض الآخر). ألم يكفيكم ما راكمتم من أخطاء في التسيير و في التدبير، و من خسائر في القيمة السياسية و الحزبية، و ما ولدتم من إحباط لدى المناضلين حتى تزيدوا الطين بلة بهذا التعميم.
فعلا، لقد كان رئيس الجمهورية أكثر من محق عندما نزع منكم الثقة و رفع عنكم الغطاء و باشر بنفسه عملية إصلاح الحزب، العملية التي حاولتم إعاقتها و نسفها بتصرفاتكم الصبيانية اللامسؤولة.
الحسين ولد أحمد الهادي