نظمت اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم مساء الخميس ندوة فكرية حول موضوع التجديد في الفكر الاسلامي اطروحات المفكر الكبير علي محمد الشرفاء نموذجا حاضر فيها كوكبة من العلماء والمفكرين وحضرها اغلب باحثون موريتانيين من مختلف التخصصات وعلماء.
ونظمت الندوة في فندق وصال في قلب العاصمة الموريتانية نواكشوط، كما شارك في فيها العلامة الموريتاني حمدن ولد التاه رئيس رابطة العلماء الموريتانيين وأحد القامات الفكرية الإسلامية في العالم الإسلامي حيث قدم ورقة مهمة حول تجديد الفكر الاسلامي.
وحاضر في الندوة كل من الخطيب وعضو المجامع اللغوية الدكتور هشام الدباغ المفكر الكبير، والدكتور شكري ميموني الباحث بجامعة رين الفرنسية والأستاذ والاتستاذ الجامعي بجامعة نواكشوط وجامعة السربون الدكتور الباحث محمد الرباني.
وتدخل الندوة في اطار الاشاد بمساهمة المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي البارزة في تقديم الاسلام وفق صورته الناصعة وتجديد الفكر الاسلامي عبر العودة للقرآن كمصدر اساسي للتشريع.
وشكلت الندوة عنوانا لدراسة الطرح العقلاني للمفكر الكبير علي محمد الشرفاء التي تشكل اليوم أطروحة العودة للعقل لبناء العالم الإسلامي عبر العودة للقرءان الكريم كنقطة مركزية لإعادة تأسيس الفكر الإسلامي عبر العودة للقرآن كمصدر اساسي للتشريع.
وقدم للندوة الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور اسماعيل ولد شعيب الذي اكد على أهمية منهج المفكر علي محمد الشرفاء في بلورة خطاب جديد للإسلام وفتح افق جديد من شأنه اخراج العالم الإسلامي من مراحل الركود الفكري والثقافي.
فيما اعتبر الباحث الموريتاني والاستاذ الجامعي محمد الرباني اول المتحدثين في الندورة ان المفكر الكبير والرائد محمد علي الشرفاء من خلال كتابيه "رسالة الإسلام" و"المسلمون بين الخطاب الدين والخطاب الالهي" يعتبران نموذجا مهما لتجديد الفكر الإسلامي، من خلال طرح عقلاني جديد، مؤكدا ان هذين الكتابين قدما طرحا جديدا مختلفا وعميقا للتجديد المبني على استعمال العقل، وعلى فتح افق جديد للامة الإسلامية من خلال العودة للقرآن الكريم المحفوظ من التبديل والتغيير كمرجع اساسي.
وتوسع الدكتور والباحث محمد ولد الرباني في فكر محمد علي الشرفاء مفصلا في كتبه ومقالاته ومحللا قيمة الافكار التي طرحها المفكر الكبير حيث قدمها بتفصيل اكاديمي امتع الحاضرين وتفاعل معه الباحثون.
واطلق الدكتور هشام الدباغ نقاشه الفكري عبر التركيز على محورية القرآن الكريم وعدم الالتزام بكل ما خالفه من أمور مهما كان مصدرها، داعيا الى تحصين الفكر الإسلامي وتجدده عبر العودة للقرآن الكريم.
وشكلت أفكار الدباغ إلهاما للحضور من الأساتذة الجامعيين والمفكرين للاطلاع على جوانب مهمة من اطروحات المفكر الكبير علي محمد الشرفاء وفكره وكتبه، في نقاش اكاديمي راق ومتحضر.
فيما اكد الدكتور شكري ميموني ان الاهتمام بتجديد الفكر الإسلامي في الوقت الحاضر يقتضي قراءة كتب مفكرين مثل المفكر الكبير علي محمد الشرفاء الذي تشكل اطروحاته اليوم توجها للعودة للقرآن وجعله قاعدة صلبة لاعادة ترتيب الأفكار وإعادة صياغة الفكر بما يناسب العصر، مؤكدا ان تجديد الفكر الإسلامي بات ضرورة واقعية يستدعيها حال المسلمين.
العلامة حمدن ولد التاه في محاضرته التي قدمها في الندوة قال ان: "المفكر الكبير محمد الشرفاء يعتبر من رواد فكرة صقل الكر الإسلامي من الشوائب التي طرأت عليه على مرور الزمن ان الدعوة الى العقل والعودة للقرآن تعتبر احدى اهم الأفكار التي يحتاجها تجديد الخطاب الديني".
وأضاف حمدا ولد التاه ان: "العقل أساس التفكير وان الإسلام دعا لاستعمال العقل في حدود معينة والايمان بالغيبيات في أمور أخرى، وانه لا يستقيم امر الإسلام الا اذا ضبط الاجتهاد والاستنباط بالقرآن الكريم الذي هو صالح لكل زما ومكان".
وتحدث الأساتذة عن معالم فكر المفكر الكبير علي محمد الشرفاء وخطوطه العريضة التي توفر البلسم لجراح الأمة، والجسر الذي تعبر به إلى مستقبل مغاير للماضي الممتلئ احترابا وفرقة.
وبعد نهاية الندوة التحق الضيوف بمحاورة فكرية على شاطئ المحيط الأطلسي وحفل عشاء في منتجع تيريجيت فاكانس، حيث تداول الكلام ضيوف مورتيانيا وبعدها اشرف الأستاذ المدير الناشر لموقع الوئام الوطني إسماعيل الرباني على انعاش محاورة فكرية شارك فيها شعراء ومفكرون مورتيانيون وأساتذة جامعيون.
وتمحورت المحاورة حول التجديد في الفكر الإسلامي وكتب المفكر الكبير علي محمد الشرفاء والقاءات شعرية جميلة وموسيقى، حيث استمرت المحاورة الفكرية التي تدخل فيها ضيوف الندوة وتوسعوا في أفكارهم.
وقد التحق بالمحاورة الفكرية الشاعر الكبير محمد الحافظ ولد أحمدو وقد لفت الانتباه ذلك التناسق والتكامل بين شعر الدكتور هشام الدباغ وشعر محمد الحافظ ولد احمدو وهو احد اكبرشعراء موريتانيا المعاصرين كما استمع عشاق الشعر في موريتانيا الى قصيدة "عروبة حائرة" للمفكر العربي الكبير علي محمد الشرفاء التي قرأها الدكتور محمد الرباني والتي لقيت استحسان المثقفين في بلد المليون شاعر.
لتختتم اعمال المحاورة التي لم يمل منها المورتيانيون حيث الليل والهدوء وامواج المحيط الأطلسي وعذوبة الحرف، لتترك الندوة والمحاورة مساحة جميلة للتفكير والنقاش في المنتديات الثقافية في موريتانيا العاشقة للثقافة والفكر والحالمة بالتجديد والتطور.
وقد ختمت المحاورة بتوزيع ثلاثة شهادة تقديرية
الأولى جائزة التميزللمنج الدعوي الاصلاحي الرائد للمفكر العربي الكبير على محمد الشرفاء الحمادي
الثانية جائزة تقديرية حملت عنوان مكلة الخطاب للدكتور هشام الدباغ
والثالثة جائزة البحث وتقارب الثقافات للدكتور شكري ميموني مدير الدراسات الشرقية والعربية بجامعة ريين الفرنسية