"قد لا يتم وجود الخير الكثير إلا بوجود شر يسير".
ابن خلدون
تحجب أنواءالفراغ، سطوع حقيقة مستعصية الفهم على العقول المتواضعة ومسار الصعلكة المفرغة من كل إبداع وروية؛ فكل ما تناول تخمين عداءالمدنية، الشأن العام تولد مغالطات خارج درجات التصنيف، وتحل شتائم عوانس الحريم محل النقد، محيلة مشهد الإنتحال إلى كتش هزيل، يفتقد كل العاقل والرزين، ويهوي في قاع من "بطلجة" المقررات الدراسية وتوازنات الميزانية؛
خلال استضافة إحدى الإذاعات المحلية، تطير على أثير نفس الإذاعة نائب رئيس حزب معارض، من تواجدي بعاصمة الحوض الشرقي في حدث سياسي وطني خاطب خلاله فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز الأمة الموريتانية عن انتصاراته من أجل الدولة والمجتمع. وبرر تطيره بإنتماء جهوي حتمي "للحالات المدنية" للنخب الموريتانية، يحد من حيز اهتمامها بالشأن العام.
وردني أن نفس الشخص، تدفق، رهطا؛ منذ ساعات وأنه تحدث في السياسة والأدب والاقتصاد وأنه تطاول على الصواب وانتحل مروءة الغاب؛
أتفهم تمسكه الوثني بأن الفصل الدراسي، من "المجال الخاص" لمدير مدرسة، وأن رئيس جمهورية ينبغي أن يلازم قصره ويدع شعبه عرضة لنخب الشاي المنعنع والفواتير المضاعفة بقلم رصاص، وأن فهم واستيعاب دور ومقام رئيس الجمهورية، وأخلاق مخاطبته وروية استعراض مشاريعه، يستدعي فعلا كل هذا الحد الأدنى: فقها عمليا بحياة الدولة المختلفة عن "التعاونية الأهلية" الجالبة لمنعشيها مال اليتيم الحرام ولأراملها الهوان.
إن الترنح على سطح بنيان الإقتصادات الأسيوية يستدعي: فقها في التحليل واجتهادا في التسيير وإتقانا لآليات التوازن، وتراكمات في التسيير؛ بعد زاد ولو بالقليل في المايكرو/ صواب، قد ينقذ من مهزلة إسقاطات الدينار والدور المشبوه لمنطق البقالة الممتلئة رفوفها بالحقد على المدنية وعداء الدولة والتعالي على الأمة؛
إن استهداف التفاف الموريتانيين حول المدرسة والصحة والأمن والمعرفة؛ والإنتماء بعد عقود التجزئة الجهوية والقبلية والعنصرية، يعتبر إلاكة مملة لأفكار سبقته، ولم يستوف بعد معالمها؛
سنمضي خلف ملهم انتصارات موريتانيا الحديثة فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، وسيستمر إحكام تلجيم أكلة المال العام، ولن يطالك من الفساد درهم واحد، لأن عهوده ولت وإلى غير رجعة، ولتمكث، ثقافة الفساد: مرجعية إيديولوجية لبعض الطبقة السياسية وخيارا وجوديا، وليكن؛
إن انتقاد المشاريع وبجميع الأساليب، واقع تمليه حرية التعبير والتعددية السياسية، لكن التطاول على مقام فخامة رئيس الجمهورية، سينال صاحبه، بعض الذي أنال، ويزيد، دحيا قويا من على منابر الهم العام.
من صفحة الكاتب على الفيس بوك