في يوم من الايام ذهب رجل مسلم من عامة الناس إلى أحد المطاعم
ليتناول وجبة الغداء... جلس الرجل
على الطاولة وطلب وجبة غذاء وقبل أن تأتيه بدأ يقرأ جريدة في انتظار تجهيزها...اقترب منه صاحب المطعم وبدأ يتحدث معه ودار بينهما نقاش عن وجود الله عز وجل، حيث قال صاحب المطعم أنه على يقين بأن الله غير موجود.
تعجب الزبون كثيراً من كلام صاحب المطعم وسأله لماذا تقول هذا ؟
فرد عليه صاحب المطعم ببساطة : انظر من النافذة وسوف تجد آلاف الأطفال المشردين الذي لا يجدون لهم مأوي ولا ملجأ، وسوف تجد آلاف المرضى الذين لا يجدون دواء لمرضهم، وسوف تقابل العديد من الاشخاص الذين يعانون من الضغط والمشاكل والألم والإكتئاب وغيرها من متاعب وأوجاع الحياة، إن كان الله موجودا ورحيما كما يقولون فكيف يسمح بحصول كل هذا .
صمت الزبون قليلاً وهو يفكر، وفي هذا الوقت جاءت وجبة الغداء ، فتناول الزبون وجبته وهو صامت غارق في تفكير عميق، وبعد أن انتهي من وجبته، خرج من المطعم.
وعند خروجه ,اعتبر صاحب المطعم انه انتصر في حديثه وأنه قد أقنع الزبون برأيه ان الله عز وجل غير موجود .. ولكن بمجرد ان خرج الرجل من المطعم لفت نظره رجلٌ متشرد يجلس علي طرف الطريق ويشتكي من الجوع الشديد، فرجع الزبون مسرعاً إلي صاحب المطعم وأخبره أنه لا وجود للمطاعم أبداً في هذا العالم .. نظر إليه صاحب المطعم مندهشاً من كلامه ورد عليه في تعجب : كيف تقول انه لا وجود للمطاعم، إذاً فأين تناولت أنت طعامك الآن ؟
ابتسم الزبون قائلاً : إن كان هذا مطعم، فلماذا إذاً يوجد هذا الرجل الجائع المتشرد علي طرف الطريق ؟ قال صاحب المطعم : المطاعم موجودة في كل شوارع المدينة، ولكن هذا الرجل هو الذي لا يأتينا لكي نعطيه الأكل، فقال الزبون على الفور : هذا بالضبط هو ما يحدث مع الله ـ ولله المثل الاعلى ـ الله موجود لكننا نحتاج اليه , فلا بد أن نلجأ اليه وندعوه ونسأله حاجتنا ونشكره على نعمه علينا ,لأننا نحتاج الى الله عز وجل، باستمرار، ولكننا لا نلجأ إليه وقت احتياجنا له ، ولهذا الاسباب نرى في هذا العالم كل هذه المعاناة والآلام.
ذهب الزبون وترك صاحب المطعم متأثراً بكلامه وبعد أيام عاد الزبون الى نفس المطعم ليجد صاحبه قد أسلم وحسُن اسلامه فشكره على أنه كان السبب في هدايته .
الجواهر