هذه قصة حقيقية روى وقائعها "للجواهر" أحد الثقاة , حيث يقول :
أخبرني أحد أقاربي بقصة زميل له بالجامعة إسمه جمال , يقول جمال محدثا عن نفسه :
مرض والدي في البيت وأحس بآلام شديدة في قلبه وكان ذلك يوم الثلاثاء
وصباح الأربعاء كان امتحاني النهائي بالجامعة.
ناداني والدي مساء وقال لي يا ولدي : أريدك أن تأخذني إلى المستشفى فليست صحتي على ما يرام , قلت له : "حاضر يا أبي" فأخذت مذكراتي التي سوف أراجعها قبل الامتحان ثم توجهنا للمستشفى.
وبعد الكشوفات والتحاليل قال لي الدكتور: والدك لابد أن ينام في المستشفى . قلت له: يا دكتور هل بالإمكان أن يخرج الليلة لأن امتحاناتي النهائية غداً ؟
قال لي: الأمر يعود إليك مع أني أفضل بقاءه.
يقول : جلست مع والدي بالغرفة وكان والدي متعبا جداً ولم يكن هناك متسع من الوقت للمذاكرة، والساعة الآن تشير الى العاشرة مساءً , وبعد قليل نام والدي وبدأتُ أذاكر لعدة دقائق قليلة ثم أحسست أني متعب جداً وأريد النوم فنمت بالقرب منه ، وضبطتُ منبه الهاتف على أذان صلاة الفجر فاستيقظت للصلاة ولله الحمد وأيقظت والدي , وبعد الصلاة بدأت في إكمال المذاكرة لكن الوقت المتبقي كان قليلا , لقد بقي على موعد امتحاني نصف ساعة.
قبّلتُ يد ورأس والدي وقلت له: ادعُ الله لي بالتوفيق، فأنا ذاهب للامتحان بالجامعة وسأعود منها اليك مباشرة بحول الله ,فرفع يديه إلى السماء ودعا لي..
يقول: ذهبت للقاعة وبدأ الاستاذ بتوزيع أوراق الاسئلة , وكتبتُ ما أعرفه في ورقة الأسئلة , وهي قرابة 60 سؤالا ولم أجب إلا على 9 منها تقريباً والباقي لم أتذكر إجابته، وكانت المادة طويلة جدا.
يقول : وبعد أسبوع أعلن الدكتور الأسماء والدرجات أمام الطلاب في القاعة فذكر اسمي وذكر أن درجتي20/20 .
قلت في نفسي : لعله أخطأ.
وبعد الانتهاء من إعلان الدرجات خرج الدكتور فتبعتُه , وقلت يا دكتور : هل من الممكن أن أتأكد من الدرجة التي حصلتُ عليها ؟ قال : ما اسمك ؟ قلت له : جمال " قال : "مبروك" عشرين من عشرين وفقك الله .
قلت: يا دكتور بكل أمانة أنا لا أستحق ذلك , أنا لم أجب على الاسئلة بصورة جيدة فكيف حصلت على هذه الدرجة.؟
بدأ الدكتور بمراجعة الأوراق فلم يجد ورقتي من بين أوراق زملائي الطلاب ثم قال لي: اسمع يا جمال القصة بصراحة تامة , وسأحكي لك ما حصل لي مع ورقتك..
كنت يوم الخميس الماضي عصراً أصحح أوراق الطلاب في "الفرنده" بالمنزل فطارت منها ورقة أثناء التصحيح ولم أستطع اللحاق بها , ونظرا لخوفي عليها من شدة الهواء جمعت باقي الأوراق بسرعة ودخلت الغرفة مخافة أن تطير باقي الأوراق ويبدو أن الورقة التي طارت كانت ورقتك لأني كنت قد سجلت الرقم الذي تحمله قبل أن تطير.
فقلت في نفسي : لا أريد أن أظلم صاحبها بشيء فأعطيتك الدرجة الكاملة وهذا من أمر الله تبارك وتعالى , حيث لم تأخذ الرياح إلا هذه الورقة فقط.
يقول جمال : حينها ذكرتُ للدكتور قصتي مع الوالد فضحك وقال : اسمع يا جمال ,هذا كرم من الله عز وجل, وجزاء منه سبحانه لك على حسن برك بوالدك , ولأن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
بر الوالدين لا بد أن تُرى نتائجه في الحياة قبل الموت وكذلك العقوق , عياذا بالله تعالى.