روى شاب انه فطِن لعروسه ـ ليلة زفافه ـ أنها حامل في الاشهر الاخيرة من حملها فكانت صدمة نفسية كبيرة بالنسبة له , لكنه قرر بعد تفكير أن يستر عليها ويخفي الامر عن اهله واهلها .. فلم يقم بفضحها مثلما يفعل الكثير من الناس الذين يتعرضون لنفس الموقف، فقد فعل ذلك واحتسب اجره عند الله , ولكنه قرر عدم الاقتراب منها ولم يعتبرها زوجته بتاتاً , وكان يعاملها كإحدى أخواته , يحن عليها ويلبي لها أي شيء تطلبه.
و منعها من مقابلة اي شخص حتى لا يعلم احد بأنها حامل حتى اصبحت في ايام الولادة ووضعت طفلها بعد ان أحضر لها ممرضة قامت بتوليدها في المنزل فأخذ الطفل في وقت متأخر من الليل وكانت الساعة تقارب الثالثة فجرا ولفّه في ثياب ووضعه امام باب المسجد وتركه.
ثم ذهب لصلاة الفجر في المسجد فرأى الناس يلتفون حول الطفل ويتحدثون في امره فقال لهم : أرجوكم , انا سأتبنى هذا الطفل اذا سمحتم لي وسأقوم بتربيته ورعايته وأجري عند الله , فقال الجميع انهم موافقون على ذلك ودعوا له بأن يعينه الله ويوفقه جزاءً لما فعل مع الطفل , وشهد الجميع على ذلك وقام بأخذ الطفل وأعاده الى امه وشهد الجميع على ذلك بأنه سيتبنى الطفل وان هذه السيدة هي التي ستربيه وتعتني به .
بعد ذلك بأيام احضر مأذونا ليعقد له على زوجته من جديد وقام بتربية الطفل الذي اصبح بعد ذلك له اخوة و اخوات .
وبعد فترة زاره امام المسجد في بيته وقال له اريد التحدث اليك في امر مهم فإني اراك في منامي وانت من اهل الجنة على الرغم من انك لا تختلف كثيرا عن الشباب الذين يصلون معنا في المسجد وربما تكون هناك حكمة من هذا , فأقسم بالله عليك ان تروي لي ماذا تعمل لتنال هذه المكانة من الجنة واقسمَ عليه كثيرا حتى روى له الشاب قصة الفتاة التي سترَ عليها ولم يفضحها , روى له القصة التي لا يعرفها احد ابدا وأقسم على الشيخ بان لا يخبر احدا باسمه ولا اسم زوجته , لكن الشيخ رد عليه قائلا : انا سأرويها للناس دون ذكر اسميكما لكي يستفيد منها الاخرون ولك الاجر والثواب.
فسبحان الله العظيم الذي يؤتى الحكمة من يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء وهو على كل شيء قدير , فالله سبحانه وتعالى هو من ألهمَ هذا الشاب الحكمة والصبر والتصرف في المصيبة التي مرت عليه وحول مصيبته الى اجر عظيم من الله سبحانه وتعالى فقد ستر على الفتاة التي اخطأت فستره الله يوم القيامة يوم لا ظل الا ظله و وقد تابت الفتاة توبة نصوحة وأصبحت من العابدات القانتات المؤمنات.
