تعتبر الشرطة في أي مكان في العالم , وخاصة شرطة المنافذ الحدودية , هي المرآة التي تعكس صورة البلد , وينظر من خلالها الاجنبي الى مدى رقي وتحضر ذلك البلد , لأن سلوك رجال الامن وطريقة تعاملهم تعد المؤشر الاول لمقياس ما وصلت اليه الشعوب من تطور.
ومع أن أجهزتنا الامنية ـ في مجملها ـ أجهزة محترمة وراقية في تعاملاتها الروتينية اليومية , خاصة , إذا تعلق الامر بالضيوف الوافدين الى بلادنا , إلا أن هناك مَن يحاول تشويه هذه الصورة الناصعة التي يحتفظ بها الكثير من الزائرين الاجانب عن بلادنا وعن شعبنا المضياف.
الاعلامية المعروفة "مغلاها بنت الليلي" كتبت ـ وبمرارة ـ عن فضيحة كان بطلها رجل أمن يعمل في مطار أم التونسي الدولي وكانت شاهدة عليها وعلى فصولها الحزينة المؤلمة.
وقد جاءت تدوينة الزميلة مغلاها بنت الليلي التي نشرتها على صفحتها الخاصة في الفيس بوك على شكل بلاغ مُوجّه إلى الفريق محمد ولد مكَّـت المدير العام للأمن الوطني , حيث كتبت ما يلي :
(عفوا يا مدير الأمن..فضحنا عنصركم الجشع!
كنت قبل قليل في مطار أم التونسي الدولي لاستقبال أحد الضيوف. و لما استبطأت خروجه مع الوافدين دخلت صالة استقبال المسافرين، حيث تتم تسوية إجراءات الدخول الروتينية ، و يتم التأشير للأجانب.. هنالك لاحظت حركة غير طبيعية -نسبيا- و همسات و نظرات يغلب عليها الاستغراب! قادني الفضول إلى فتح "تحقيق" سريع لمعرفة ما يجري... و بعد مجهود معتبر تمكنت من الحصول على معلومات عن "الفضيحة" التي أحرجت الجميع بمن فيهم القائمون على امن المطار أنفسهم..
أحد عناصر الأمن يحتال على ضيفة من بلد عربي جاءت في مهمة رسمية تستمر ثلاثة أيام .
استلم جواز سفرها طلب منها دفع 50 أورو كرسوم للتأشيرة, قبل أن يتوارى عن الأنظار صحبة حقيبة السيدة و جواز السفر!
السيدة التي زارت بلادنا من قبل خرجت إلى مستقبليها لتبلغهم ما جرى.. عندها تدخلت شخصية هامة كانت في استقبالها و أبلغت السلطات المعنية بالحادثة الفاضحة.. مؤكدة أنها لن تبرح الأرض حتى يؤتى ب"المحتال" جاثيا على ركبتيه أمام الضيفة "الضحية" مع ما في ذلك من إهانة لرمزية البزة التي يرتديها على الأقل.. و التي تحمل نياشين الجمهورية ..
المهم..غادرت المكان في حدود الواحدة و النصف و المشكلة لما تحل بعد.. لا الشرطي ظهر . ولا الحقيبة و الجواز وجدا .. ولا الضيفة تمكنت من أخذ قسط من الراحة.. و لا المضيف قبل التنازل عن طلبه فضح "الجاني" و لا أنا عرفت ما آلت إليه الأمور في النهاية!!!!
حاميها حراميها. )
