يعتبر الفريق محمد مكت من أهم الضباط الكبار اللذين مرو بالمؤسسة العسكرية ، حيث تولي أكثر من قيادة لأغلب المناطق العسكرية وهي ميزة تميز بها عن أقرانه وجعلت منه شخصا نموذجا يحتذي به في إدارة العسكر وفي فن تطوير تقنياته وفنياته القيادية ، وفضلا عن ذلك كان البعض يلقبه برجل المرحلة ورجل المهام الصعبة ، ظل الفريق محمد مكت علي علاقة طيبة بجميع مرؤوسيه وكان محل ثقة وتقدير واحترام من جميع الروساء الذين عاصرهم وذلك نظرا لطبعه الأخلاقي وصدقه ووفائه ومهنيته وذكائه الثاقب في تعامله مع الأشخاص من جهة واتقانا لفنون إدارة الأزمات من جهة أخري. دهاء وإخلاص وصدق وبساطة وأخلاق تلكم مميزات جعلت من الرجل نموذجا لرجل دولة وهي مميزات شهد له القاصي قبل الداني والعارض قبل الموالي بها ، تقلد الفريق مكت كما يحلوا للبعض تسميه في قاموس العسكر مناصب عسكرية عليا في اغلب المناطق شرقا وغربا وشمالا فوكلت إليه مهمة ضبط الحدود ومراقبة أبوابها ونوافذها ، إضافة إلي توليه إلي جانب ذلك عدة مهام ومسئوليات عسكرية وأمنية معقدة نجح فيها رغم صعوبة المهمة. ظل الفريق يسير بخطي ثابتة نحو النجاح والنجاحات المتكررة في الملفات المعقدة التي تسند اليه خدمة لوطنه وبذل لأجل ذلك الغالي والنفيس حتي صار يلقبه البعض برجل الظروف الصعبة ورجل إدارة الأزمات وذلك كناية لما يتميز به من خصال تصلح للقيادة ، وبعيد اشتعال المنطقة وانهيار بعض الأنظمة الإفريقية والعربية فيها وانتشار الحركات المتطرفة والعصابات ورواد الجريمة المنظمة كانت البلاد بحاجة لرجل من الطراز الرفيع ولان أهل مكة ادري بشعابها كانت المؤسسة العسكرية تري في الفريق الرجل المناسب في المكان المناسب ، كما تري فيه ايضا الرجل المنقذ للبلاد من المخاطر المحدقة به وبحدوده نظرا لتجربته الثرية في إدارة الازمات وكان كل ذلك كافيا باسناد المهمة الأمنية الجديدة له. وبما أن الأخطار الخارجية كانت اكتر فتكا وخطورة من الداخلية اسند ملفها للفريق فأجاد وأفاد بذكائه الخارق واخلاصه وتفانيه في العمل فاعتمد مقاربة امنية محكمة مكنت البلاد من التحكم في الحدود وضبطها وإبعاد شبح الحركات المتطرفة ورواد الجريمة المنظمة منها وإغلاق جميع منافذ البلاد بواسطة مقاربة أمنية واستخباراتية جعلت الامن الخارجي في وضعه الصحي السليم وجعلت حدود البلاد تنتقل من مؤشر الخطر إلي مؤشر الاستقرار والأمن وفق تقارير لدول أوروبية ومنظمات دولية تهتم بهذا المجال ، وهي المقاربة التي أشادت بها دول المنطقة وبعض الدول الإقليمية واصبحت نموذجا في المنطقة يحتذي بها في منطقتنا ، ولعل تلك كل النجاحات كانت كفيلة وكافية لترقية الرجل وإسناد المهام الصعبة اليه ولان الأمن الخارجي نجح في استتباب الأمن والاستقرار في البلد بواسطة الفريق فكانت عين القيادة هذه المرة علي الأمن الداخلي وما أدريك ما هو الامن الداخلي وما أدريك ما أكثر تحدياته ومخاطره ومعوقاته واتساع العوامل التي تجعل منه التحدي الأكبر نتيجة للنزوح الجماعي من الريف إلي المدينة وانتشار وتوسع العاصمة وتأثير ذلك سلبا علي صعوبة ضبط الامن فيها نظرا لان الجريمة كما يقول الباحثين في مجالها انها تتطور وتنموا وتنتشر بانتشار المدينة ـ وبعد أن نجح الفريق في جميع المهام العسكرية والامنية التي وكلت إليه والتي كان اخرها مقاربته الامنية في الامن الخارجي والتي أشاد الجميع بها كانت أنظار الرئاسة تتجه هذه المرة إلي إسناد الأمن الداخلي إليه وتفعيل مؤسساته بعد أن اقتربت من الحل نظرا لعدم ثقة الرئاسة فيها ، ونظرا لصعوبة إدارة تلك الموسسة الامنية نظرا لانتشار الجريمة وتنوع اساليبها فكانت القيادة تري فيه الرجل المنقذ فأسندت له مهمة الأمن وأعطيت له الصلاحيات الكاملة في تفعيلها بعد أن منعت عن سلفه فأعاد هيكلتها وقام بتنظيمها علي النحو المطلوب واضخ فيها دماء جديدة واكتتب فيها مئات الشباب ممن تتوفر فيهم شروط ذلك وكان اختيارهم قد تم بطرق شفافة وعادلة ووفق معايير موضوعية واضحة تعطي لكل ذي حق حقه ، وكانت هذه الاكتتابات تحدث لأول مرة منذ تسلم النظام الحالي للحكم . عمل الفريق كعادته مستحضرا حسه الوطني وعزيمته وإخلاصه وصدقه وتفانيه في العمل وكان شغله الشاغل هو السهر من اجل أن ينام الاخرين فكان يسهر الليالي من اجل استتباب الأمن واستقراره ، وكانت كل المعطيات والمؤشرات خير دليل علي نجاحه في ذلك فلا توجد حاليا أي جريمة مسجلة ضد مجهول وهي ميزة نادرة في المقاربات الأمنية في الوقت المعاصر. أما علي صعيد حضوره ونفوذه في ولاية لبراكنة فكان بمثابة الاب لها والموجه والطامح إلي رفع شانها ومظالمها والدفاع عنها ، فقد التفت الولاية حوله بعد ان كانت قلعة من القلاع الحصينة للمعارضة ابان بداية النظام الحالي وكانت المعارضة فيها اينذاك لاصوت يعلوا فوق صوتها ، لكن حنكة الرجل وعزيمته ودهائه وبساطته وقربه من المواطن البسيط ووقوفه علي مسافة واحدة من الجميع حول الولاية من اكبر قلع المعارضة إلي اكبر قلع النظام في الوقت الراهن وكانت الاستحقاقات الاخيرة خير دليل علي ذلك جيث كان جميع نوابها وعمدها أتوا من صلب للنظام وهو امر يعود فيه الفضل كثير للفريق وآخوه العقيد الحسن مكت وبعض ساسة الولاية الموالون للنظام ، واصل الفريق إرساء قيم النظام الحالي وإقناع من بقوا من الركب علي الانخراط في النظام في عدة ولايات من ولايات الوطن ، فلم يقتصر نفوذ ومعجبي الرجل ومناصريه علي ولاية لبراكنة وحدها بل كان تعدي ذلك الي اترارزة وولايات الشمال وانواكشوط والحوصين وتكانت وكوركل الخ وهو قبول جعل منه شخصية وطنية من الطراز الرفيع وقديما قيل اذا صرصر البازي فلا ديك صارخ.
يوسف الهادي باحث وناشط جمعوي