عندما كادت هيئة المحكمة أن تنطق بحكم الإعدام على رجل متهم بقتل
زوجته والتي لم تستطع التحقيقات ولا المحكمة العثور على جثتها رغم توافر كل الأدلة الاخرى التي تدين الزوج بقتلها.
وقبل النطق بالحكم , وقف محامي الرجل المتهم بجريمة القتل ــ وهو يحاول التعلق بأي حيلة لإنقاذ موكله ــ وقال للقاضي :
يا سيادة القاضي , من المعروف أنه لكي يصدر حكم بالإعدام على قاتل , لابد من أن يتوافر لهيئة المحكمة الموقرة يقين لا يقبل الشك بأن المتهم قد قتل الضحية بالفعل , وليس لمجرد الشك ولأن المبدأ القانوني المتعارف عليه عند أهل القضاء هو :
"أن تطلق سراح مجرم لم يتأكد جرمه بالأدلة القاطعة خير من أن تُعدم شخصا بريئا بدون دليل يقيني لا يقبل الشك".
والآن يا فضيلة القاضي , ويا أيها الجمهور الكريم في هذه القاعة سيدخل علينا الآن من بوابة المحكمة دليل قوي على براءة موكلي وعلى أن زوجته لا تزال حية ترزق ولم تمت !!…
ثم قام المحامي بفتح باب المحكمة ,حيث اتجهت أنظار كل مَن في القاعة إلى الباب, وبعد لحظات من الصمت والترقب لم يدخل أحد من الباب , وهنا قال المحامي :
الكل كان ينتظر دخول القتيلة بالتأكيد!!
وهذا يؤكد أن ليس لدى المحكمة ولا القضاة الحاضرون قناعة مائة بالمائة بأن موكلي هو مَن قتل زوجته !!! , والحكم بالإعدام ـ كما هو مقرر في القانون ـ لا بد ان يكون عن يقين كامل لا يدخله الشك.
وهنا هاجت القاعة إعجاباً بذكاء المحامي.
وبعد أن هدأت الامور ,دخل القضاة في مداولات سرية قبل إصدار الحكم النهائي وكان الكل ينتظر حكما ببراءة المتهم استنادا الى ما قدم محاميه من أدلة تُبرئُه , وحين نطق القاضي بالحكم كان مفاجئا للجميع , حيث قال :
حكمت المحكمة حضوريا على المتهم بالإعدام , حيث توافر لدى المحكمة يقين لا يقبل الشك بأن الرجل هو مَن قام بقتل زوجته .
وبعد الحكم تساءل الحاضرون مع المحامي كيف يصدر مثل هذا الحكم بإعدام رجل لم تتوفر الادلة الكافية بارتكابه جريمة القتل , فرد القاضي ببساطة :
عندما أوحى المحامي لنا جميعاً بأن الزوجة لم تُقتل ومازالت حية ,توجهت أنظار الجميع نحو باب المحكمة منتظرين دخولها إلا شخصاً واحداً في هذه القاعة.
إنه الزوج المتهم !!!
لأنه يعلم جيداً أن زوجته قُتلت وأن الموتى يستحيل أن يسيروا ويتصرفوا , لهذا السبب حصل لدى المحكمة قناعة تامة بأنه هو القاتل بعد أن كانت جميع الادلة الاخرى تؤكد لنا ذلك.