إن منطقة الشرق الأوسط هي ذات الأرض التي استنبتت ثنائية الصراع بين النور والظلام الخير والشر الطٌهر والخبَث سُكبت بحورا من الدم… أطتِ الأرض يومئذ من الآثام فوقع الرجس فأُوحِي أن أصنع الفلك بأعيننا كيلا يدكه الطوفان فحملناه على ذات ألوح ودسر ولتسر سفينة السلام سفينة الإيمان سفينة الحب والخلاص فلا تراع أبدا فلقد جعلنا لها الجودي مستقرا وأمانا في يوم من أيام الغضب الجارف.
وتأثم البسيطة ثانية فترقد البشرية في جاهلية لا تبقي ولا تذر فيا لنتانة طبعها وطباعها ويا لمضيعة إنسها وأنسنتها وئد واستغلال وأكل متغلِبها لضعيفها وهوى مطاعا لا ثم أمين أو ذا رأي رجيح… فتاتي الرحمة الجامعة الشاملة فتُغوِض حرب الفجار وتبزغ شمس حلف الفضول بتكريم الإنسان منذ الأزل،وتأثم منطقة الشرق الأوسط ثالثة ويلتهب البركان حكام خانوا أنفسهم وشعوبهم فأضحوا قدور نار تُعرض عليها تطلعات الشعوب بالغشي وبالآصال فأنزلت السماء هبتها قطر.
تواجه قطر هذه الأيام حملات فاجرة ومغرضة تصمها بالإرهاب وآونة بالمحرضة والبثوثة لسموم الكراهية بين الدول أإن وقفت قطر بكف سخية مع أهلها في فلسطين واحتضنت أولي الكرامة والنخوة فيهم فهي مرهبة ولمن؟ أتحنوا ويحكم على المشردين والذين هجروا البسمة منذ ولدوا ثم تضحى مارقة وغير منسجمة هيا أقدمي هيا تبختري فوالله إنها لمشية يبغضها الله ورسوله إلا في هذا الموضع فمثلك لا تخجله الجيئة ولا الذهاب ويا هؤلاء فلتخلدوا لسُباتكم العميق فلقد كفيتم ماهاهنا بقطر.
أتصدح قناة الجزيرة جهورة بالحق للشعوب في تقرير مصيرها وكاشفة للظلم في أحلك الظروف وأعتاها غير آبهة بتقطب شفاه الحكام المستبدين ولا الدول الداحرة والمدمرة دولا بالتحجج بالديمقراطية ورعايتها وما ذلك إلى لطمع أسال لعابها لو تذكرون وعسى لقد دفعت الثمن باهظا في العراق وفي أفغانستان وفي أيام الربيع العربي بتونس وفي الانقلاب الذي دبرته القوى الدولية للإطاحة بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان ومازالت تدفع المهج باسمة في الوغى لكن لا تثريب عليكم فعادة الجبان التثبيط وإلقاء اللوم على من اغبرت قدماه في السوح مقبلا غير موليا منه الأدبار فلتهنئي أيتها الجزيرة وأشربي الماء عذبا فراتا لا تكدره الدلاء.
ستخرجين منتصرة من كل الأزمات يا قطر الندى قطر صاحب السمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله وأبقاه للأمة الإسلامية والعربية خير معين وساهر على نمائها ورخائها وأنت حَصَان عفيفة لم ترضي بغير الحرية والتسامي على الجراح مهلا يا راشق السماء وأبشر بطول السلامة لك فما أبعد البون بين من يرمي بالقبح ومن يضعها لقمة سائغة في فم يتيم أو عابر سبيل أضناه البحث لو يجد مغارات أو مدخلا آوته إليها وجنحت عليه بالإنعام والتفضل الوارف الظلال يتبوأ فيه حيث يشاء.
كم هو مضحك ومثير للشفقة أن يتعاقد ويتعاهد رحِمُك الخاصة من العرب كالسعودية والإمارات والبحرين ويبرموا أمرا بمقاطعتك برا وجوا وبحرا فطفقوا يفتلون في الحبل والغارب بغضا فيك لا لشيء أنت فعلتيه إلا ما كان من أن الله حباك نعمه الوفيرة واستخلفك في الأرض لإعمارها ونشر بُسُطِ الحرية للشعوب الإسلامية والعربية ومد كلتا يديك بالعون لها فأغاظهم ذلك وهيهات أن يفرحوا ألا إن حبلا مد لتعتصم به الحكومات الظالمة لشعوبها وتصطف حوله لتقاطع قطر الخير لحبل مجذوذ لما يسيل عليه من لعابهم وما غيبة وزير الخارجية السعودي عادل الجيبر بالمنعمة حالا أمام عقلاء الغرب.
لقد هزت الأزمة القطرية عروشا عربية فراحوا يضحكون على بعضهم ففُرّق بين رضيعة في الإمارات العربية ووالدتها المجلاة إلى قطر بحجة أن الرضيعة تحمل الجنسية الإماراتية وكذلك فعلت المملكة السعودية للضيوف المصطفى صلى الله عليه وسلم المهاجرين إلى الله ورسوله بعد أن نزغ الشيطان وقال لا غالب لكم اليوم.
خلع العرب كبريائهم، وقاطعوا قطر، فسارع حفدة الإنكشاريين مددهم، فتداعت عرى أمر المحاصرين والمقاطعين بعد أن أحكموها فتلا ووثاقا’ لما لمس شيطانهم في قولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي أعلنها بملء فمه وبدون أية مواربة هذا يوم أقضي به لقطر يد أخوة ومساندة كانت لها علينا وأنت من أنبأت بأنك خبَرْتها خمسة عشر عاما فكيف تغيب عليك لو أنها دولة إرهابية… أنجزتها خمسة آلاف من الجنود المسومين وأمرت بأن لا يصلين أحد منهم العصر إلا في قطر وخيرا فعلت جمهورية إيران فلقد رعت حق الجار وأخوة الإسلام.
إن على قطر في قادم الأيام مراجعة إستراتجيتها في مجلس التعاون الخليجي والعمل معا مع تركيا وإيران كحليفين قوين لاستقرار وتقدم منطقة الشرق الأوسط فبهم ستجنب المنطقة من الانزلاق نحو الهاوية الذي أرادت بعض الدول المدارة بالعواطف والنظم العائلية جرها إليه.
كان الله في عون قطر وحفظ صاحب السمو الأمير الشاب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني فلقد كانت له يدا بيضاء على الشعب الموريتاني و شكرا نقيا يوم حضوره لقمة العجز العربي المقامة في عاصمة موريتانيا انواكشوط ولن نغفر لأولئك الذين لم يتجشموا وعثاء السفر إلينا وباتوا بأدنى من مرمى حجر.