إن كان لي من قول أقوله في هذا الذي يسمي نفسه ـ زورا ـ بالشنقيطي فإنني اقول :
لقد سقطتَ من الاعين كما سقطت من القلوب قبل ذلك , لقد عرفناك وعرفك العارفون بمكنون خفاياك بالجبن فانت لا تهاجم الا ميتا بعد دفنه تحت التراب ,كما فعلت مع العلامة سعيد رمضان البوطي والرئيس ولد محمد فال , أو عالم رباني تدرك أنه لن يلتفت الى ترهاتك وتفاهاتك كالشيخ عبد الله ولد بيه ـ حفظه الله ـ في حين أنك تقدس وتسبح بحمد الظلمة الفسقة المجاهرين لقاء فتات يرمون به إليك أو منصب يمنون به عليك.
والى كل قرائنا الكرام أعيد نشر تدوينة "الشنقيطي" التي تهجم فيها على الشخصية الوطنية التي أجمع الموريتانيون والعالم على الثناء عليها شخصية المرحوم "اعل ولد محمد فال" .
"والِّ شكروه الملايين ما يذموه اثنين اسغيرين"
يقول الشنقيطي في تدوينته المبتذلة الساقطة :
(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من حق كل ميت مسلم أن يصلي المسلمون عليه ويحسنوا تكفينه ودفنه بغض النظر عن سجل حياته العملية، طاعة ومعصية. وقد تقتضي المروءة والعرف الاجتماعي مجاملة أهل الميت في وقت الصدمة الأولى، على أن لا يصل ذلك إلى مستوى تمييع موازين الشرع الحنيف في التمييز بين الخير والشر، والظلم والعدل، والطاعة والمعصية.
ومعرفة أهل الميت بما في سيرة ميتهم من موبقات وتحذيرهم من اتباعه فيها خير وأبقى لهم في معاشهم ومعادهم من المجاملات الباردة التي تحيل المنكر معروفا والمعروف منكرا. كما أن من حق جمهور المسلمين على أهل العلم أن لا يجاملوا في بيان موازين الشرع، تقيدا بعرف سائد أو ذوق مسيطر. فالأصل فيمن غلب على حياته ظلم العباد بالتقتيل والتعذيب والسجن، وغلب على حياته الفساد بالغل والرشوة ونهب المال العام، أن يفرح المؤمنون بموته ويحمدوا الله عليه. وذهب بعض المفسرين إلى وجوب حمد الله تعالى على موتهم. قال تعالى: ”فقُطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين”.
قال الزمخشري في هذه الآية “إيذانٌ بوجوب الحمد عند هلاك الظلمة وأنه من أجلِّ النعم وأجزل القسم.” وتردد هذا التعليق على الآية الكريمة في تفسير النسفي (مدارك التنزيل)، وتفسير التوحيدي (البحر المحيط)، وغيرهما. وروى الذهبي في (تاريخ الاسلام) أن التابعي إبراهيم النخعي بكى من الفرح لما سمع بموت الححاج بن يوسف.
وليس الفرح بموت الظلمة وحمد الله عليه من سب الأموات المنهي عنه شرعا. كما أن النهي عن سب الأموات في الحديث النبوي عام مخصوص بسنن أخرى قولية وعملية. ومنها حديث أنس بن مالك في صحيح مسلم قال: “مروا (أي الصحابة) بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت، ثم مرو بأخرى فأثنوا عليها شرا فقال: وجبت. فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟ قال: هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار. أنتم شهداء الله في الأرض.” فقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة في الحالتين: الثناء بالخير والثناء بالشر على صاحبي الجنازتين.
قال الحافظ شرف الدين الطيبي في (الكاشف عن حقائق السنن): “فإن قيل: كيف مكنوا من الثناء بالشر مع الحديث الصحيح في البخاري في النهي عن سب الأموات؟ قلت: إن النهي عن سب الأموات إنما هو في حق غير المنافق والكافر وفي حق غير المتظاهر فسقه وبدعته. وأما هؤلاء فلا يحرم سبهم للتحذير من طريقهم، ومن الاقتداء بآثارهم، والتخلق بأخلاقهم.” والعاقبة للمتقين.
محمد مختار الشنقيطي)