قد تكون قصة أم الخير هي أول حادثة تلفت انتباه الرأي العام في موريتانيا إلى ما بات يعرف بتجارة “الجسد الناعم”، فبعد أن توفيت والدة الفتاة البالغة من العمر ست سنوات دفع بها أبوها إلى شقيقته من أجل تربيتها وتعليمها لكن العمة اختارت لابنة أخيها طريقا آخر، حيث سافرت بالبنت إلى المملكة العربية السعودية، لتزوجها من ثري هناك.
وحسب تفاصيل القصة التي تناقلتها الصحف الموريتانية قبل سنة من الآن، فقد تعرضت الفتاة المولودة سنة 2000 وهي في بداية عامها الثامن للاغتصاب على يد ابن عمتها التي كانت تقيم في بيتها في انتظار اكتمال المشروع الذي تم التخطيط له في غفلة من الطفلة البريئة، فما كان من العمة إلا أن زوجت أم الخير من ابنها الذي اغتصبها، وبعد شيوع الحادث قام الكفيل السعودي بطرد الجميع. وعادت أم الخير إلى نواكشوط رفقة العمة التي صارت حماة لها وأصبح ابنها زوجا، و أصبحت الزهرة ذات الثمانية أعوام ربة منزل.
وإن كانت قصة أم الخير تعبر عن فشل مشروع تزويج فتاة موريتانية من ثري خليجي، فان مئات الفتيات الأخريات قد نجحن في ذلك المشروع الذي يمثل بالنسبة للكثير من الموريتانيات اقصر طريق للتخلص من بؤس أحياء نواكشوط الشعبية أو فقر أرياف موريتانيا المجدبة، كما لا تزال الكثيرات غيرهن يواصلن الجهد من اجل الظفر بتلك السفريات الخاصة إلى دول الخليج خاصة المملكة العربية السعودية.
معتمرات أم طالبات زواج؟ تنشط في موريتانيا هجرة الفتيات الى السعودية خصوصا في مواسم العمرة حيث يقبل الكثير من الفتيات الموريتانيات على وكالات السفر عبر وسطاء يسهلون لهم السفر الى السعودية بحجة العمرة، و يتولى الوسيط الذي هو غالبا عبارة عن سيدات متخصصات يتولين كافة الإجراءات، من الحصول على جواز السفر إلى التذاكر والحجوزات مرورا بالمحرم والتأشيرة وحتى الوصول إلى المملكة، ليتم هناك تلقف الفتاة من طرف شبكات سمسرة زواج تعرضها على الخطاب لتحصل على زواج حسب حظها و نسبة جمالها وسنها، و طبعا فان الوسيطات يتقاضين أضعاف ما بذلنه من تكاليف في نقل الفتاة و تزويجها، لتحصل هي على باقي المهر.
ومع تطور هذه العمليات و تحولها من زواج شرعي إلى تجارة تهدف إلى حصد المال بأي ثمن، أصبحت بعض الفتيات الموريتانيات ممن أعماهم الطمع يمارسن أفعالا مشينة أفسدت السمعة الجيدة التي كان الشناقطة (اسم كان يعرف به الموريتانيون الأوائل) يعرفون بها في بلاد الحرمين، و من اخف تلك الممارسات الشائعة التملص من الزوج و التنغيص عليه بعد الحصول على ماله، ليطلق الفتاة حتى تتمكن من الدخول في صفقة جديدة من تلك الزيجات التجارية التي غالبا ما تتم في ظروف مشبوهة حيث تسكن الفتاة في شقة مستأجرة ان لم يكن لها أهل مقيمون هناك، و يقوم الرجل الذي يتزوجها بشكل سري بالحضور الى المكان كل ما سنحت له الفرصة.
فاعلات خير!
لا تعترف الكثير من السيدات العاملات في مجال تزويج الفتيات الموريتانيات في الخليج، بوجود أي خطأ في ما يقمن به، بل على العكس يعتبرن ان ما يقمن به عمل خير يبتغين من ورائه الحصول على اجر أخروي إضافة الى المكاسب المادية التي يتقاضينها.
مواقع