قصة من احسن قصص الحب والوفاء لشريكة الحياة التي طالما وقفت
الى جانبه في احلك الظروف وأصعب الاوقات.
فقد ترك هذا الرجل زوجته وأولاده من أجل الدفاع عن وطنه قاصدا أرض معركة تدور رحاها على أطراف البلاد التي غزاها جيش أجنبي يريد احتلالها ونهب خيراتها والسيطرة على مواردها.
وبعد انتهاء الحرب وأثناء طريق العودة تم إبلاغ الرجل أن زوجته أصيبت بعد غيابه بمرض الجدري فتشوه وجهها كثيرا وبقية جسمها جراء ذلك الوباء الفتاك ..
تلقى الرجل الخبر بصمت وحزن عميقين شديدين لكنه لم يقل شيئا , وبسبب تأثره وحزنه شاهده رفاقه في اليوم التالي مغمض العينين فرثوا لحاله وعلموا حينها أنه فَقَد بصره.
وحين وصلوا الى قريتهم رافقه عدد من رفاقه وهم يقودونه من يده حتى اوصلوه إلى منزله, وأكمل بعد ذلك حياته مع زوجته وأولاده بشكل طبيعي .. وبعد ما يقارب خمسة عشر سنة توفيت زوجته ... وحينها تفاجأ كل من حوله بأنه عاد مبصرا بشكل طبيعي ..
وأدركوا أنه أغمض عينيه طيلة تلك الفترة كي لا يجرح مشاعر زوجته عند رؤيته لها ...
كانت تلك لفتة انسانية كريمة من هذا الزوج من أجل المحافظة على سلامة العلاقة الزوجية وإشعار زوجته أنها لا تزال جميلة كما كانت في نظره , واختار ان يتظاهر بالعمى 155 عاما من أجل الوفاء لها , وهذا ما يجب علينا جميعا فعله
حتى لو كلف ذلك أن نعمي عيوننا لفترة طويلة خاصة بعد نقصان عنصر الجمال المادي ذاك المعبر المفروض إلى الجمال الروحي.
فهل منا من أغمض عينه قليلا عن عيوب الآخرين وأخطائهم كي لا يجرح مشاعرهم ؟؟