جاء في الحديث أن "اثنان يعجلهما الله في الدنيا: البغي وعقوق الوالدين" , فالعقوق من الموبقات ومن أكبر الكبائر ,
وقد روى أحد السلف الصالح قصة يندى لها الجبين تتعلق بعقوق الوالدين.
يقول التابعي الجليل إِبانْ بن عياش عليه رحمة الله : خرجتُ من عند أنس بن مالك رضي الله عنه -عندما كان في البصرة بعد الظهر- قال: فرأيت جنازة يحملها أربعة نفر، فقلت: سبحان الله! رجل مسلم يموت ويمر بسوق البصرة ولا يشهد جنازته إلا أربعة نفر، والله لأشهدنَّ هذه الجنازة، يقول: فحملتُها معهم، ثم بعد ذلك لما دفنّا الرجل قلت لهؤلاء الأربعة : ما شأنكم وما شأن هذه الجنازة؟ قالوا: استأجرتْنا هذه المرأة التي تراها وراءنا لدفن هذا الرجل، يقول: فتبعتها من بعيدحتى وصلتْ بيتها، فجئتُها وقلتُ: لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده بأجل مسمى، قالت:
الحمد لله أولاً وآخراً، قلت لها: ما شأن هذا الرجل الذي دفنتموه؟ قالت: هو ولدي كان مسرفاً على نفسه بارتكاب الذنوب والمعاصي، وكان عاقاً لي، وقال لي وهو مريض وفي سكرات الموت: يا أماه! إذا أنا مت فلقنيني كلمة التوحيد فإذا قلتها وقضيت حياتي وأردت لي السعادة فضعي قدمك على خدي وقولي: هذا جزاء من عصى الله، ولا تخبري أحداً بموتي فهم يعلمون عصياني فلن يشهدوا جنازتي، ثم إذا دفنتني فارفعي يديك إلى الله إن كنتِ تريدين لي السعادة وقولي: يا رب! إني راضية عن ولدي فارض عنه، قال ابن أبي عياش: فما عملت؟ قال: فضحكت، فقلت: ما يضحككِ يا أمة الله؟
قالت: والله بعد أن دفن رفعت يدي إلى الله وقلت: يا رب! إني راضية عنه فارض عنه،
قالت: فوالله إني سمعته بأذناي ينادي: يا أماه! بدعوتك قدمت على رب كريم رحيم غير غضبان علي ولا ساخط.