في مجتمعنا الموريتاني , وخاصة مجتمع "البيظان" لا يهيئون بناتهم من الصغر لتحمل المسؤولية في المستقبل
ولا يهتمون كثيرا بتعليمهن فنون الطبخ وإدارة منزل الاسرة استعدادا ليوم ستصبح فيه أمام مسؤولية أسرة , وعليها تدبير كل شيء بعيدا عن أمها أو أختها الاكبر, لكن الامر مختلف تماما في مجتمعات أخرى.
ويحكى أنه كان هناك شاب حديث عهد بالزواج , وفي أحد الأيام أحضر معه عددا من أصدقائه ارادوا زيارته وجاءوا لتهنئته بمناسبة زفافه.
وكعادتهم في الضيافة والكرم , أحضر الزوج معه ذبيحة وطلب من زوجته أن تعد طعاما جيدا يليق بضيوفه , وبلهجة استعلائية قالت له : أنا لا أعرف الطبخ ولم آتيك خادمة , بل أتيتك مكرمة معززة من بيت أهلي , ولم يطلبوا مني يوما ان أطبخ لهم
غضب الزوج كثيرا من كلام زوجته وطلب منها أن تجهز نفسها
لأنه يريد إعادتها لبيت أهلها , لأن مَن لا تعرف كيف تعد الطعام في بيتها لا تستحق أن تكون زوجته !
ترك ضيوفه في بيته وأخذها معه في سيارته وعندما وصلا أمام منزل أهلها وجدا أمها واختها في الاستقبال حيث كانت قد ابلغتهم هاتفيا بما حصل , فقال الزوج لهما بصوت مرتفع كان أبوها يسمعه بوضوح:
هذه بضاعتكم ردت اليكم.
ابنتكم لا تعرف عمل أي شيء ولا حاجة لي بزوجة كقطعة من أثاث البيت , فسمعه والدها ورد عليه بحكمة وعقلانية عن طريق إحدى بناته , حيث قال له :
اتركها عندنا شهرين وسنقوم خلال هذه الفترة بتعليمها كل ما تجهل
وبعدها يمكنك أن تعود لتصحبها الى بيتكم , وافق الزوج على الفكرة وجلست الزوجة في بيت أبيها مدة شهرين , وحسب الموعد،
جاء الزوج الى بيت أهل زوجته يريد أن يأخذها
على أساس أنه تم تعليمها كيفية الطبخ والتدبير المنزلي :
فتدخل والد الزوجة مرة أخرى وقال لزوجها بواسطة أمها ان ابنته الآن تتقن فن الطبخ إتقانا تاما , فقال الزوج اذن على بركة الله دعونا نذهب الى بيتنا , لكن والد الزوجة رفض وأصر أن يتأكد الزوج بنفسه من ذلك قبل ذهابهم الى بيتهم , ثم قام فأحضر خروفا حياّ وقال لإحدى بناته : أخبريه بأني أريده أن يذبح هذا الخروف ويعطيه لزوجته ليرى بنفسه ان كانت ابنتنا تعلمت حقاً كيف تطبخ!
فقال الزوج:
لكني لا أعرف كيف أذبح ولم أجرب ذلك في حياتي , عندها قال والد الزوجة:
حسنا قولوا له : اذهب لأهلك كي يعلموك الرجولة , فإذا أصبحت رجلا , تعالَ وخذ زوجتك.
وبهذا التصرف المنطقي يكون والد الزوجة قد وجّهَ لزوج ابنته صفعة قوية ومؤثرة , وعلّمه درسا في الحياة لن ينساه ابدا.