سواء اختلفنا مع الرجل او اتفقنا فان دخوله على خط ازمات القارة و الاقليم التي لا تنتهي ، و اصراره الموفق في غالب حاله على ان تلعب بلادنا دورا محوريا دبلوماسيا و امنيا وديمقراطيا في المنطقة العربية بشكل عام و الافريقة بشكل خاص ، ترك بصمات واضحة و ملموسة و خالدة ستظل محل فخر ترتفع به رؤوس و هامات كل مواطن موريتاني اصيل ، و تفتخر بها الاجيال الحالية و للاحقة مسطورة في سفر الوطن و محفوظة في ذاكرة الجوار و المنطقة و العالم ، بدا بالدخول الموفق على خط الازمة و النار في الشقيقة مالى مرورا بازمة ساحل العاج و تتويجا بالخروج المعتق المظفر بحل الملف الغامبي ، كن انقلابيا او دكتاتوريا او ديمقراطيا او عسكريا ، فان معارضوك قبل مؤيدوك والتاريخ سيسجلون في سجل حياتك المهنية و القيادية نقاط تحسب لك و للوطن و للشعب الموريتاني ، لعل اهمها الجهد المتميز و الاستثنائي لولوج موريتانيا للمحافل الاقليمية و الدولية كفاعل و مؤثر و حاضر ، ثم قرار الانتماء الشجاع و قبول التحدي و كسب الرهان بعقد القمة العربية في نواكشوط ، خطاب اكتوبر الذي اعلنت فيه عدم نيتك الترشح لمامورية ثالثة ، احتراما للدستور و تجسيدا للتناوب السلمي على السلطة و تعزيزا للديمقراطية ، هنا لايمكنني الا ان اعترف اعتراف الشجعان انتصارا للوطن و افتخار بكل انجاز او نقطة تسجلها بلادنا كمكسب ، في الدبلوماسية و الاعلام و الرياضة و التنمية و الديمقراطية و حقوق الانسان ، انك تمتلك حظا وحصافة لا تخلو من حنكة و جراة و طموح ، ولا يسعني و المقام هذا الا ان اقول من كل قلبي هنيئا للشعب الموريتاني و للدولة و للرئيس محمد و لد عبد العزيز ، ويستمر النضال و الاختلاف و التضحية من اجل الوطن و التنمية و القضية ، وعلى ديمقراطيوا الهدم و الدم و النكاية و التشفي ندب حظهم العاثر الى حين منازلة اخرى او رهان .