حين يختبر الحزب كوادره… وتكسب صفية انتهاه رهان الثقة/ الشيخ داداه آباه

أحد, 12/28/2025 - 15:01

لم يكن انتخاب وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة، السيدة صفية انتهاه، عضوًا في اللجنة الدائمة لحزب الإنصاف إجراءً تنظيميًا عادياً، بل جاء تتويجًا لمسارٍ سياسي خضع لاختبارات ميدانية دقيقة، خرجت منها الوزيرة وقد كسبت رهان الحزب، ورسّخت قناعة راسخة بقدرتها على تحمّل المسؤوليات التنظيمية الثقيلة في اللحظات الفارقة.

 

لقد وضع حزب الإنصاف ثقته في صفية انتهاه خلال استحقاقين انتخابيين بالغَي الحساسية، شكّلا امتحانًا حقيقيًا للجاهزية والقيادة والقدرة على قلب الموازين، فكانت عند مستوى الرهان، بل وتجاوزته.

 

توجنين: اختبار الاستعادة وكسب الرهان

 

في بلدية توجنين، وبعد خسارة الحزب في محطة سابقة، لم يكن المطلوب مجرد استعادة موقع انتخابي، بل إعادة بناء الثقة مع القواعد، وترميم الجبهة التنظيمية، وإعادة قراءة المشهد السياسي المحلي بواقعية وشجاعة. وقد مثّل تكليف الحزب للسيدة صفية انتهاه بهذه المهمة اختبارًا مباشرًا لمدى قدرتها على إدارة المعارك الصعبة.

 

نجحت الوزيرة في كسب هذا الرهان، وقادت عملاً ميدانيًا اتسم بالإنصات للمواطنين، والاقتراب من همومهم، واعتماد أدوات سياسية غير تقليدية، مكّنت حزب الإنصاف من استرداد بلدية توجنين من حزب تواصل في انتخابات 2023، في نتيجة حملت أكثر من دلالة سياسية وتنظيمية.

 

أطار: حين تُدار المعركة في الشوط الثاني

 

وفي نيابيات مقاطعة أطار، كان التحدي أكثر تعقيدًا. فبعد شوط أول كاد أن يُخرج مرشحي الحزب من السباق، وبالتزامن مع فقدان الحزب بلدية أطار، بدا أن الهزيمة وشيكة. غير أن صفية انتهاه اختارت خوض المعركة حتى آخر دقيقة، واضعة كامل ثقلها السياسي والتنظيمي في الشوط الثاني.

 

وقد شكّلت جهودها المشهودة عامل توازن حاسم، حيث ساهمت في إعادة تعبئة القواعد، وتوحيد الخطاب، وبث روح الانضباط والثقة، مؤكدة أن إدارة اللحظات الحرجة لا تقل أهمية عن تحقيق الانتصارات السهلة.

 

قناعة راسخة ببرنامج فخامة رئيس الجمهورية

 

ينهل هذا الأداء السياسي من إيمان راسخ ببرنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، إيمان لم يظل حبيس الشعارات، بل تُرجم إلى عمل ميداني، وانخراط صادق في الدفاع عن الخيارات الاجتماعية للدولة، وتعزيز الحضور السياسي لحزب الإنصاف بوصفه الحامل السياسي للمشروع الوطني.

 

أفكار غير تقليدية… والتزام بلا حدود

 

إلى جانب الكفاءة السياسية، تتميّز صفية انتهاه بامتلاكها لأفكار غير تقليدية في العمل الحزبي، واستعداد دائم لبذل الغالي والنفيس من أجل إنجاز المهام المسندة إليها، دون حساب للجهد أو الكلفة، ما جعلها قيمة مضافة داخل الحزب، وعنصرًا يمكن التعويل عليه في الاستحقاقات الكبرى.

 

خاتمة

 

إن انتخاب السيدة صفية انتهاه في اللجنة الدائمة لحزب الإنصاف ليس مكافأةً لمسارٍ منتهٍ، بل استثمارٌ في تجربة أثبتت نجاعتها تحت الضغط، وكسبت ثقة الحزب عبر الميدان لا عبر الخطاب. وهو اختيار يعكس وعي الحزب بأهمية القيادات القادرة على كسب الرهانات الصعبة، والانتصار للمشروع الوطني في أحلك الظروف.

إعلانات

 

إعلان