
كان تعيين العقيد الشيخ ولد امعييف قائدا مساعدا لأركان الحرس الوطني في نهاية يوليو الماضي، بشرى وفتحا ونعمة على القطاع..
فقد تدارك بحكمته ومسؤوليته وقبوله في القلوب هذا القطاع العريق بعدما اهتزت صورته عند الرأي العام بسبب التناحر بين ضباطه لأسباب ما عاد يجهلها احد فقد غصت بها الصفحات الصفراء على الإنترنت بأسماء مستعارة، مشحونة بالبذاءات والقذف ونبش النعرات البغيضة.. وشاع بينهم جو رهيب من العداوة والبغضاء..
وعلى سبيل المثال والتذكير منع الرمز الثقافي العقيد المتقاعد أحمد سالم ولد لكبيد من دخول مبنى قيادة الأركان دون علم القائد الشهم الفريق محمد ولد لحريطاني..
ولا ذنب لهذا الضابط المتقاعد إلا أنه أشاد ذات مرة بأخيه الفريق مسغارو ولد اغويزي..!
لقد قام العقيد الشيخ عند تعيينه بما قام به هرِم بن سنان والحارث بن عوف اللذين يقول فيهما الشاعر زهير بن أبي سلمى:
تَدَارَكْتُـمَا عَبْسًا وَذُبْيَانَ بَعْدَمَـا
تَفَـانَوْا وَدَقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشَـمِ..
فقد أعاد الأمور إلى مجاريها وعاد الضباط إلى سابق عهدهم في الانضباط وروح التاخي والتفاني ..
وعادت روح التضامن والتعاضد بين افراد الحرس الوطني خاصة في إطار مؤسسة "صندوق الحرسي" التي تعتبر تجربة رائدة في التعاون والتآزر احتذى بها اكثر من قطاع عسكري وامني اليوم..
وتطالعنا في الشهور الماضية وبشكل متكرر وفود من القطاع وهي تزور بيوت الأفراد لتعزيتهم ومؤازرتهم..
ومع تعيين الفريق إبراهيم فال ولد الشيباني قائدا لأركان الحرس الوطني منذ شهر ونصف، رسم مع مساعده وأركانه خارطة طريق واضحة المعالم لتطوير القطاع والرفع من قدراته خاصة في المجال العملياتي وتحسين ظروف أفراده ليواصل القيام بمهامه النبيلة ومسيرته الطويلة والمظفرة في العطاء و خدمة الدولة الموريتانية..
وقد حدد القائد الجديد ميثاق شرف مقدسا بالنسبة له هو الانضباط والعدل ونبذ المسلكيات المشينة المنافية للعسكرية وتقاليد القطاع العريقة والتشبث بروح التضحية والإخلاص..
وفي هذا الإطار، تم اخضاع أفراد الوحدات العملياتية للتدريب المتواصل والدقيق والرفع من مستوى لياقتهم البدنية تبعا لبرنامج صارم في مجال الرياضة العسكرية..
وفي مجال تأمين السجون، تم تعزيز التشكيلة المكلفة بهذه المهمة الخطيرة والحساسة جدا، بالوسائل اللازمة والأفراد الاكفاء وتشديد الرقابة البشرية والالكترونية، مع المعاملة القانونية للنزلاء..
وقد قام القطاع في الفترة الأخيرة بتدخلات رائعة في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية خاصة على مستوى نواذيبو ونواكشوط، وما فتئت وحداته ترابط على الحدود ليل نهار درعا قويا وعينا ساهرة..
وفي نواكشوط وازويرات تغص ثكنات الحرس الوطني بوحدات حفظ النظام الجاهزة للتدخل في أي وقت..
وعلى المستوى الرياضي يتربع الحرس الوطني منذ 2016 على عرش سباقات الجري وقد حصد منذ أيام جائزة المرتبة الثالثة في نصف ماراثون نواذيبو..
وما زال القطاع يواصل صعوده وتالقه في رياضة الفروسية التي شكلت لعشرات السنين إحدى مكوناته، ولا غرو، فالحرس الوطني قطاع الفرسان الشجعان البواسل، وتم تكريم فريقه للفروسية منذ أيام في إطار مهرجان المدائن في مدينة وادان وحصد الجائزة الثالثة..
وفي المجال الثقافي يواصل الحرس الوطني نشر اول مجلة عسكرية تصدر في البلاد، ويتوفر على متحف عسكري هو الوحيد في موريتانيا وتعكف القيادة حاليا على تحسينه وتطويره وانفتاحه ليؤدي رسالته الثقافية التاريخية على الوجه المطلوب..
وكانت مشاركة وحدات الحرس الوطني في العرض العسكري الأخير بمناسبة ذكرى الاستقلال المجيد أكثر من رائعة ولولا إصابة الكاميرا بالحول نحو السماء خلال عبور مسيرة، لشاهد الموريتانيون على شاشاتهم الصغيرة أبطالا مغاوير يزلزلون الأرض باقدامهم، لا يهابون الموت ولا تأخذهم في الوطن لومة لائم، وذلك تجسيدا لقول شاعرهم:
الا أيها الحرسي الوفي
مزيدا مزيدا من السؤدد
بأمس انتصرت فلا تكتفِ
بنصر مضى وانتصر في غد
وطاول بهامتك الشمس في
إباء وصل صولة الأسد
عاشت موريتانيا الحبيبة..
وعاش الحرس الوطني سيف الحرب البتار ودرع الأمن الواقي ويد الإدارة القوية وعين الوطن الساهرة..








