
أوتاوا – كندا، 16 ديسمبر 2025
تعود موريتانيا بقوة إلى الساحة الدبلوماسية الكندية بعد فترة من الفتور النسبي في حضورها، عبر حراك مكثّف تقوده سفارتها في أوتاوا برئاسة سعادة السفير إنيانغ جبريل، واضعًا الجالية الموريتانية في صميم رؤية جديدة للعلاقات مع كندا تقوم على الشراكة والانفتاح المتوازن.
وتوِّج هذا الحراك باحتفال كبير نظمته السفارة في 13 ديسمبر 2025 بمدينة مونتريال، بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لاستقلال موريتانيا، بحضور واسع لأبناء الجالية. وقدّم السفير المناسبة بوصفها لحظة لتجديد الارتباط بالوطن، موجّهًا التهنئة إلى فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وإلى الشعب الموريتاني داخل البلاد وخارجها.
وفي كلمته، أبرز السفير مسار التحول الجاري في موريتانيا من خلال مشاريع بنية تحتية كبرى، وبرامج لتشغيل الشباب، وتهيئة مناخ تهدئة سياسية يمهّد لحوار وطني جامع، إلى جانب إجراءات نوعية للجاليات مثل تسهيل ازدواجية الجنسية، وتعميم الخدمات المدنية الإلكترونية، والإعداد لمؤتمر للموريتانيين في الخارج. وأكد أن كفاءات الجالية عنصر محوري في بناء شراكات استثمارية مع كندا.
وفي البعد الأفريقي، شارك السفير في 12 ديسمبر 2025 في اجتماع مجموعة السفراء الأفارقة في أوتاوا، المخصّص لإطلاق مشاورات التحضير ليوم أفريقيا 2026، بما يعكس حرص الدول الأفريقية على تنسيق حضور موحّد ومنظّم في المشهد الكندي، واستثمار المناسبة للتعريف بالقارة وفرص التعاون مع كندا.
أما على مستوى الفضاء السياسي الكندي، فحضر السفير في 11 ديسمبر 2025 حفل الاستقبال الدبلوماسي السنوي الذي تنظمه الحكومة الكندية في المتحف الكندي للتاريخ، بحضور رئيس الوزراء مارك كارني ووزيرة الشؤون الخارجية أنيتا أناند وعدد من كبار المسؤولين، حيث أجرى لقاءات ثنائية أكد خلالها استقرار موريتانيا واستعدادها لاستقبال استثمارات كندية نوعية.
وفي الإطار العربي–الكندي، شارك السفير في 5 ديسمبر 2025 في احتفال الذكرى الأربعين لتأسيس المجلس الوطني للعلاقات الكندية–العربية على تلة البرلمان في أوتاوا، ثم في اجتماع مجلس السفراء العرب الذي ناقش تطورات القضية الفلسطينية وآفاق العلاقات العربية–الكندية والمستجدات في بلد الاعتماد، في تأكيد على انخراط موريتانيا الفاعل داخل الإطار العربي الجماعي في كندا.
يُذكر أن موريتانيا كانت قد شهدت في السابق تراجعًا ملحوظًا في حضورها الدبلوماسي على الساحة الكندية، قبل أن يعيد هذا الحراك المنظّم رسم ملامح حضورها من قاعات البرلمان إلى فضاءات الجاليات، مؤكّدًا عودتها بثقة وبرؤية بعيدة المدى ودبلوماسية تمنح الجالية دورًا مركزيًا في صناعة هذا الحضور.











