الثنائي الرائع سدوم و المرحومة ديمي.. أسطورتا فن و ذاكرة جمعوية لا تنسى

أربعاء, 11/19/2025 - 20:15

الثنائي الرائع سدوم و المرحومة ديمي 
أسطورتا فن و ذاكرة جمعوية لا تنسي .

ما يميز الموسيقي الموريتانية عن غيرها  من حيث الشكل و اللون كونها مقامية . 
فلكل مقام تأثيره في النفس و قدرته علي إثارة إنفعالات عاطفية قوية مثل الإسترخاء و الإنتشاء في نفس المستمع.  
إذ غالبا ما تخلق الموسيقي رغبة قوية بالحركة أثناء الإستماع إليها كهز الرأس أو تحريك القدم أو أصابع اليد أو إعادة تكرار نطق الكلمات المغناة بشكل عفوي أو نحو ذلك من هح أو أسكي ..!!
في ظل ما يحدثه التآلف و التناغم الحاصل بين الكلمات من جهة و الموسيقي التقليدية من جهة أخري .
و اتلوه شعرا ذلك الأدب الحلوي ،
قد يتساءل البعض لماذا موسيقي الثنائي المخضرم و المقتدر دائما سدوم ولد ايده و أيقونة الفن الراحلة ديمي بنت آب رحمها الله .
أو علي الأصح إبداعاتهما الأصيلة و أغانيهما الخالدة ؟!
مازالت تفرض سيطرتها علي آذان المتلقي و المستمع داخل مجتمع البيظان  في ربوع موريتانيا و تخوم و محيط الصحراء الكبري ؟
خاصة في زمن تغيرت فيه المفاهيم و راجت فيه صناعة التفاهة و صعدت فيه الأغنية الصاخبة و الساقطة .
و تصدر فيه الأغبياء و التافهون المشهد و 
و أعتادوا فيه علي نشر إشاعة الكراهية و التمزيق المجتمعي علي نحو تراجعت و انهارت معه القيم و الثوابت الدينية و الوطنية. 
لأنها بالمختصر المفيد 
أنغام و كلمات ذات إيقاع هادف و دلالات عميقة ،
فإمتزاج الجمال مع الموسيقي و الإبداع و الطبيعة الخلابة و الوجه الحسن، 
يجعل الشخص يعيش في عالم جميل و جميل جدا .
 بحيث لم يكن تأثير مسيقاهما يعتمد علي الصوت فقط ،
بل كان نتاج تكامل بين الصوت و الكلمات و اللحن العميق الذي يعبر عن المشاعر الصادقة .
أرتكز نمط غناءهما علي التطريب و إعادة الأداء بطرق مختلفة مع التمكن من مقامات الموسيقي التقليدية
كما أرتبط أيضا بأغراض المديح النبوي مرورا بقضايا الوطن و الأرض و الطبيعة و الإنسان والحرية و الإستقلال وصولا إلي الغزل و الحب و الشوق ... 
 مما جعل كل أداء حي لهما بشكل مشترك أو منفصل فريدا من نوعه ،
يثير الشجون و الذكريات و يعبر عن الحنين إلي الماضي. 
و يكرس قيم التعايش و التسامح و يعزز من  معانيها النبيلة داخل المجتمع 
رغم بساطة الحياة و ضعف الإمكانيات حينها قبل طغيان المادة و انتشار عولمة غزت البيوت و استباحت الأعراض .
في الوقت الذي وجدت فيه أغانيهما كثيرا من أصداء القبول و الإمتنان داخل الأوساط الإجتماعية .
و أثارت في النفوس مشاعر مختلطة ما بين السعادة و الألم و الشجون و الحزن .
ربما حنين إلي الأشخاص الذين فقدناهم إلي الأماكن الخالية إلي أيام الطفولة البريئة إلي أصدقاء الزمن الجميل .
إلي العلاقات الإجتماعية القوية إلي بساطة الحياة إلي جزئيات التفاصيل الصغيرة .
قد يكون الحنين إلي أنفسنا شكلنا ملامحنا أعمارنا أحلامنا التي طوتها عاديات الزمن 
الأمر الذي ربما يجعلنا نستشعر بجماليات الأشياء بعد أنقضائها أكثر من إستشعارها أثناء اللحظة في زمانها و مكانها .
لاشك أن الثنائي سدوم و المرحومة ديمي قد شكلا مصدر سعادة و فرح و هناء و فخر لمجتمع البيظان أينما حل و أرتحل .
كما أن أداءهما الغنائي الممزوج و المغني بشعر نزار قد ساهم في رسم لوحة صوتية فنية رائعة .
تحكي صدي الماضي و تنقل الحاضر إلي آفاق المستقبل .
إنها حقا نفحات إبداع  خالدة لثنائي أكثر من رائع قل نظيره داخل الوطن ،
قد لا يتكرر علي الإطلاق داخل الوسط الفني لمجتمع البيظان .

طابت أوقاتكم 
اباي ولد اداعة .

إعلانات

 

إعلان