في الوقت الذي يقود فيه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني معركة وطنية صادقة ضد الفساد بكل هدوء ومسؤولية وجرأة، نرى بعض الأصوات في المعارضة تحاول اليوم ركوب الموجة بعد سنواتٍ من الصمت والاستغراق في الشكليات، في حين كان البلد يشهد حركة غير مسبوقة في محاربة الفساد تشريعيًا وقضائيًا وسياسيًا، فمحاربة الفساد ليست شعارًا يُرفع عند الحاجة، ولا مادةً للاستهلاك السياسي أو لتغذية مهرجانات ردّ الفعل التي لم تعد تُنتج ذلك الزخم الإعلامي الذي كانت تتغذى عليه
ومن يتابع الخطوات الإصلاحية الجارية — من تعزيز الرقابة، وتحديث منظومات التسيير، وتفعيل أجهزة التفتيش، وإطلاق مسار التصريح بالممتلكات — يدرك أن ما يجري اليوم تحوّلٌ بنيوي حقيقي، قادته إرادة جدية لصاحب الفخامة على مدى سنوات، دون ضغط معارض ولا ابتزاز مناوئ، بل من قناعة راسخة بأن الإصلاح مسؤولية دولة لا مغنم ظرفي
لذلك، من غير المقبول أن يحاول البعض تقديم نفسه اليوم وصيًا على محاربة الفساد، بعد كل هذا العمل الذي قدّمه نظامنا بقيادة فخامة رئيس الجمهورية، فنحن من قدّم رؤية الإصلاح المدعومة بالفعل، لا من عاش على المزايدات المعتمدة على الذاكرة القصيرة، ونحن من رسّخ مسارًا مؤسسيًا متدرّجًا أثمر منظومة رقابية أكثر قوة وشفافية
إن المعركة ضد الفساد اليوم هي ثمرة نهج واضح واعٍ ومسؤول، لا هبّة موسمية ولا رد فعل سياسي، ومن يحاول احتكار الخطاب أو اختطاف هذا المسار لن يغيّر من حقيقة أن الإصلاح الحقيقي بدأ من أعلى هرم الدولة، واستمرّ بهدوء وفعالية حتى أصبح خيارًا وطنيًا لا رجعة فيه.
