
لم تشهد ولاية الحوض الشرقي منذ الاستقلال استقبالًا شعبيًا كالذي خُصِّص في عاصمة الولاية، النعمة، لفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني.
كان المشهد استثنائيًا بكل المقاييس، وجاء خطاب فخامته ليترك أثرًا تجاوز حجم الاستقبال نفسه.
ولم يكن ذلك بما تضمّنه من مشاريعَ تنمويةٍ بالغةِ الأهمية، ولا بما حمله من بلاغةٍ في الطرح أو عمقٍ في الأسلوب، بل بما عبّر عنه من دعوةٍ صادقةٍ لأبناء الحوض الشرقي إلى المساهمة في العملية التنموية التشاركية.
دعوةٌ تحثّ المواطنين على المشاركة بآرائهم وتوجيهاتهم، وعلى متابعة المشاريع المنفَّذة لصالحهم من قِبل الحكومة، وتقديم مقترحاتهم حول ما يرونه ضروريًا لولايتهم.
وهي دعوةٌ لم تعد تقلّ أهميةً عن المشاريع التنموية نفسها، لأنها تضع المواطن في صلب الفعل التنموي لا على هامشه.
كما ميّز الخطابَ النهجُ التشاركيُّ الجديد الذي تبنّاه فخامة الرئيس من أجل توطيد التعاون بين القمّة والقاعدة، في بناء دولةٍ موريتانيةٍ عصريةٍ تعتمد على المؤسّسات، ويقوم صرحُها على القانون، والعدالة الاجتماعية، والمساواة.
وأكد فخامته أن البلد يعيش وضعًا اقتصاديًا مطمئنًا، ويسجّل أرقامًا تنمويةً متصاعدةً منذ عام 2022، كما تنعم موريتانيا بالأمن والاستقرار، إلى جانب مكانتها الدولية التي تعزّزت بما حققته دبلوماسيتها من حضورٍ وهيبةٍ خلال السنوات الأخيرة.
ورغم هذه النجاحات والإنجازات الكبيرة في تاريخ البلد، أكّد فخامة رئيس الجمهورية أنها ستبقى ناقصةً ما لم تُدعَّم بمساهمة المواطنين وانخراطهم في دولة المواطنة، وتحملهم لمسؤولياتهم تجاه وطنهم ومصالحه العليا.
وأضاف أن تحقيق ذلك يتطلّب متابعتَهم لتنفيذ البرامج الحكومية، واهتمامَهم بالشأن العام، وإدلاءَهم بآرائهم حول القضايا الوطنية بصفةٍ عامة، وخاصةً تلك التي تخص ولاياتهم.
موضّحًا أن التنمية في أي بلدٍ يتطلّع شعبُه إلى التقدّم تشترط مساهمةَ المواطن من خلال دولة المؤسّسات، بوصفهما الإطارَ الوحيد القادر على توفير التنمية، والحرية، والعدالة الاجتماعية، والمساواة.
سيدي ولد إبراهيم ولد ابراهيم
خبير محاسبي ؛ فاعل سياسي .








