ذكري عيد الإستقلال بين التمجيد و التقييم الذاتي/ اباي ولد اداعة

ثلاثاء, 11/04/2025 - 23:06

تتراوح ذكري عيد الإستقلال بين التمجيد و التقييم الذاتي حيث تمجد المناسبة تضحيات الأجداد و النضالات التي أدت إلي تحقيق الحرية و الوحدة الترابية و الإحتفاء بالسيادة الوطنية .

بينما تدفع إلي التقييم الذاتي للتحديات الحالية و الفرص المستقبلية و كيفية تحقيق الإستقلال التام في مختلف مجالات الحياة .

 كما تعد أيضا مناسبة وطنية هامة للتأمل من جهة و لتجسيد المأمول في بناء المستقبل من جهة أخري ،

و حدثا تاريخيا بارزا يؤرخ لمنعطف طبع مسار قيام الدولة المركزية.

يعكس رؤية عامة لحالة الوطن منذ الإستقلال إلي اليوم.

تتطلب استنطاق الماضي التليد و استحضار الحاضر الوليد من خلال تجليات المنجز الوطني و ظروف المرحلة.

كما تشكل فرصة لإعادة شحذ الهمم للنهوض بالوطن و التحفيز علي العمل و البناء في مختلف المجالات و الميادين.

إن نشأة العاصمة انواكشوط و قيام الدولة الموريتانية جاءت في ظروف خاصة ومن اللاشئ .

ففي خضم أخذ و رد بين الإرادة و الإصرار تم إعلان مدينة انواكشوط حينها عاصمة سياسية لموريتانيا من داخل خيمة وبر مضروبة لهذا الغرض فوق كثبان رمال متحركة في ظل غياب تام لأبسط مقومات الحياة و عدم وجود أي مظاهر لمؤسسات الدولة.

ما تم مراعاته في هذا الصدد و خلال التحول السوسيولوجي في نمط الحياة هو خصوصية المجتمع الموريتاني و ضرورة استقراره حضريا و استقطابه عبر المدينة الفاضلة.

هكذا كانت ظروف النشأة و تأسيس البلد.

صحيح ان المستعمر الفرنسي لم يترك أي أثر لبني تحتية و لا لملامح حياة داخل ربوع الوطن علي غرار واقع بعض المستعمرات الفرنسية المجاورة و المحيطة بنا.

بقدر ما خلف آثار نهب ممنهج لثروات و مقدرات خيرات البلد طيلة الحقبة الإستعمارية و بعيد الإستقلال .

فكان من الضروري في هكذا ظروف أن تكون عملية تأسيس العاصمة و تشييد البلد مدعاة للإستقرار و التركيز في ظل مجتمع بدوي طبعه الترحال.

فالذكري الأولي حملت جملة من القيم المرتبطة بالوطنية الحقة و المواطنة الإيجابية المتمثلة في الإلتزام و الوفاء ، و الإخلاص و الصدق ، التضحية و الإيثار و نكران الذات.

تذكيرا للأجيال الناشئة بمدي معاناة الآباء من أجل الحصول علي الحرية و الإستقلال و لما يمثله هذا اليوم من رمزية تاريخية ذات دلالات عميقة.

و ضرورة غرس هذه القيم في نفوس الأجيال الصاعدة حتي تنمو فيهم روح المواطنة و الإعتزاز بالانتماء للوطن

للمساهمة ايجابا في بناء المسار التنموي و خلق القدرة لديهم علي تنمية البلاد و كسب الرهانات المتعلقة بالتنمية الشاملة و المستدامة من خلال إنزال مشروع المجتمع الحداثي الديمقراطي.

ففي ضوء الذكري الخامسة و الستين لعيد الإستقلال المجيد و علي مدي العقود الستة و نيف الماضية .

مرت البلاد بالعديد من المحطات و المنعطفات التاريخية البارزة التي انعكست تراكماتها لترسم ما آلت إليه الأوضاع اليوم و التي يصفها البعض بالأسوأ و بالمتدنية مقارنة بأحوال بلدان مجاورة نالت استقلالها بالتزامن معنا رغم امتلاكها لموارد طبيعية أقل.

و بحكم ما تزخر به بلادنا من ثروات متنوعة هائلة إضافة إلي نسبة كثافة سكانية قليلة.

و هو ما يعكس عجز و فشل سياسات حكوماتنا في الماضي و فساد النخبة و الأنظمة السابقة ،

تأسيسا لما سبق ينبغي أن تظهر الحكومة الإرادة الجادة للإصلاح و القدرة علي إنزال و إسقاط البرنامج الإنتخابي لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ، طموحي للوطن علي أرض الواقع .

عبر تركيز الجهد في التخطيط الجيد و التنفيذ المحكم .

هناك أمور عاجلة يمكن إتخاذ قرارات و تدابير بشأن علاجها.

بينما ثمة ما يتطلب دراسة متأنية يعقبها إعلان خطة عمل من الحكومة .

فتحديد المسؤوليات و وضعها في إطارها الصحيح علي كل المستويات هو أحد متطلبات الشفافية و القدرة علي المحاسبة 

فحيازة الحكومة علي الرضاء الشعبي مرتبط بتحقيق النجاحات المتراكمة .

و بناء الثقة متصل و مرتبط أيضا بمصداقية و واقعية الوعود .

و إن كان بعض المحللين الإقتصاديين يري بأن الحصيلة أو النتيجة لا تقاس فقط بالمنجز و الأرقام علي أهميتها و لكن بما ترسمه من معالم تغيير هادئ و منشود في الأفقين المتوسط و البعيد ،

و بما تقدم من إجابات لإشكالات الحاضر و متطلبات و تحديات المستقبل. 

إذ لا تنضج الشعوب و تتسع مطامحها لبناء حاضرها و مستقبلها إلا من خلال استحضارها لتاريخها و مقاربة لحظاتها النضالية و استخلاص العبر من مختلف محطاتها. 

تكريسا لما في لحظات الماضي و الحاضر من قوة جذب باتجاه مستقبل يسعي للأفضل. 

 

عيد استقلال مجيد

 

   اباي ولد اداعة.

إعلانات

 

إعلان