
توصف الشركة الوطنية للاستصلاح الزراعي والأشغال (سنات) بأنها إحدى أهم المؤسسات العمومية التابعة لوزارة الزراعة.
وتكتسي هذه المؤسسة أهميتها من حيث اتساع رقعة تدخلها التي تشمل جميع التراب الوطني، وكذلك من حيث الهدف من انشائها الذي هو تنفيذ السياسة الوطنية في مجال الزراعة والأمن الغذائي من خلال تقديم خدمات وأشغال الاستصلاح الزراعي.
فالشركة تعنى بتوفير آليات ومعدات الاستصلاح الزراعي، إنشاء وترميم السدود، أشغال فك العزلة والطرق.
إن شركة بهذه الأهمية، والتخصصية تحتاج إلى متخصص يملك رؤية ثاقبة، وقدرة على التخطيط والاستشراف، ويعمل وفق أجندة بوصلتها الأولى والأخيرة هي الوطنية وتحقيق المصلحة العامة.
هذه الرسالة هي بالضبط التي استقبلها المهندس محمد محمود ولد يحي وقت تعيينه على مديرا عاما الشركة الوطنية للاستصلاح الزراعي والأشغال (سنات)؛ حيث وضع -منذ اللحظة الأولى- يده على الجرح.
وهكذا استطاع المهندس محمد محمود ولد يحي في فترة وجيزة أن ينهض بالشركة في مجالات عدة، أبرزها الجانب المالي الذي هو مصدر قوة أية شركة.
أليس هو من وصل إلى الشركة وهي ترزح تحت وطأة ديون بأزيد من 3 مليارات من الأوقية القديمة، ليستطيع – بفضل الله ثم بتسييره المعقلن والشفاف- أن يقضي عنها جميع ديونها مع ربحات تقارب المليارين سنويا.. وهكذا.. إلى أن غادرها وهي في رصيدها 5 مليارات.
وليس ذلك فقط بل ترك المؤسسة وهي تملك مقرا خاصا بها، كما تملك العديد من الآليات المهمة التي ظلت مصدر فخر واعتزاز للشركة التي تحولت بعد مغادرة المهندس ولد يحي لها إلى شركة تنعت بالإفلاس.
إن عملا من هذا النوع لا يمكن أن يقوم به إلا مهندسا ذوي كفاءة عالية، مثل ولد يحي الذي تخلى عن جميع الاعتبارات القبلية والمجتمعية والسياسية ووضع نصب عينيه اعتبار واحد وهو الوطن، والمصلحة العامة، فكان همه الأوحد، وهدفه الوحيد هو أن تكسب الدولة، لا أن يكسب هو أو عشيرته أو قبيله.. وأن يترك بصمة خالدة في شركة يراد منها تأمين الأمن الغذائي للشعب الموريتاني، وأن تبقى منشأة ناهضة للأجيال القادمة.
إن فعلا وطنيا من هذا النوع لا يستحق صاحبه سوى التكريم والتبجيل وأن يكتب اسمه بالذهب في سجلات الوطن عامة، والشركة خاصة.
فهل يرد فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الاعتبار للمهندس الوطني، الفذ، النزيه، صاحب الكفاءة النادرة، والرؤية الثاقبة محمد محمود ولد يحي الذي أقيل ظلما من منصبه لتبدأ بعده الشركة التي نهض بها مسارا متسارعا نحو الإفلاس.
إن الاستثمار في شخص مثل المهندس محمد محمود لهو الاستثمار الحقيقي الذي يراد به وجه الوطن والنهوض به، كما أن إتاحة الفرصة له لخدمة وطنه، من بوابة تخصصه، وخبرته، وإخلاصه لوطنه يعد خيارا لا يحيد عنه إلا منكود حظ لا يرعى مصلحة وطن ولا شعب.