
إن هذه الجماعة من الأطر الأكفاء كانت لها إسهامات جليلة في بناء الدولة الموريتانية، وترسيخ قيم المواطنة الصادقة والتضامن الاجتماعي بين أبناء الشعب الموريتاني.
لقد كانت – ولا تزال – مثالًا يُحتذى به في التحلّي بالخصال الحميدة، والالتزام بتطبيق القوانين، وتجسيد مبادئ النزاهة في العمل السياسي والاجتماعي والاقتصادي والإداري.
وحين تتكلّم الذاكرة عن رجالٍ صنعوا الوطن، فإننا نستحضر سيرتهم العطرة، ونسجّل سيرةَ العطاء وبصمةَ الأوفياء الذين غرسوا النور في بدايات الطريق، وبذلوا جهدهم ليبقى هذا الوطن قويًّا وشامخًا بين الأمم.
ومن هذا المنطلق، فإن من الواجب الوطني أن تُخصِّص الدولة الموريتانية يومًا من أيام السنة تخليدًا لجهودهم وتقديرًا لما قدّموه من خدمات جليلة للوطن.
كما ينبغي أن يُوجَّه الاهتمام والاحترام لأبنائهم وأحفادهم، وأن يُمنَحوا مكانتهم اللائقة في مختلف مؤسسات الدولة، عرفانًا وتقديرًا لآبائهم الذين أسّسوا لبنات هذا الوطن بإخلاص ومصداقية، وتركوا أسماءهم ناصعة في سجل التاريخ الوطني.
إن استذكار المآثر وتخليد الجهود الوطنية ليس مجرد احتفاء بالماضي، بل هو تجديدٌ للعهد مع قيم الوفاء والعرفان، وإحياءٌ لروح البناة الأوائل الذين نذروا حياتهم ليُكتب لموريتانيا المجدُ والبقاء