مقابلة مع الأمين العام للمنظمة العالمية للدول – البرلمان الدولي للأمن والسلام، السفير ألفريدو مايوليزي

جمعة, 09/26/2025 - 21:56

إصلاح النظام الدولي لحماية الشعوب المظلومة

 

التحرير: سعادة الأمين العام، كثيرًا ما يُتَّهَم مجلس الأمن بالشلل، خاصة في ما يتعلق بقضية غزة. ما رأيكم؟

 

السفير ألفريدو مايوليزي: يجب مراجعة هذا النظام. لا يمكننا أن نقبل أن يظل حق النقض، الموروث من الحرب العالمية الثانية، يشل قرارات المجتمع الدولي. إن الديمقراطية يجب أن تسري أيضًا داخل الأمم المتحدة: فالقرارات ينبغي أن تُتَّخذ على أساس أغلبية الدول، لا على أساس امتيازات قلة من المنتصرين في الماضي.

 

التحرير: هناك من يشير إلى أن محكمة العدل الدولية نفسها لا تُحترم. ما اقتراحكم؟

 

السفير ألفريدو مايوليزي: من غير المقبول أن العديد من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن لم يصادقوا على اختصاص المحكمة. لا يجوز أن يُداس القانون الدولي حسب الأهواء. من ينتهكه، صديقًا كان أو عدوًا، يجب أن يُحاسب على أفعاله.

 

التحرير: رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدث أمام الجمعية العامة ورفض بشكل قاطع قيام دولة فلسطينية. كيف تقيّمون ذلك؟

 

السفير ألفريدو مايوليزي: من غير المعقول أن يُستقبل زعيم متهم بارتكاب جرائم حرب بالتكريم، ويُسمح له بالحديث من منبر الأمم المتحدة. كلماته، التي نفى فيها إلى الأبد قيام دولة فلسطينية، صدمت الضمير العالمي: العديد من الوفود اختارت مغادرة القاعة قبل كلمته حتى لا تُضفي الشرعية على خطاب يتعارض مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي. هذا الحدث يثبت مدى إلحاح إصلاح النظام الدولي: لا يمكننا السماح بإسكات صوت العدالة من قِبَل من ينكر الحق الأساسي لشعب في تقرير مصيره.

 

التحرير: يتساءل البعض: إذا كانت الحرب موجهة ضد حماس، فلماذا تُدمَّر المباني المدنية في غزة بشكل كامل؟

 

السفير ألفريدو مايوليزي: هذا سؤال يجب أن يطرحه المجتمع الدولي كله. إذا كانت إسرائيل تقول إن مقاتلي حماس في الأنفاق، فما معنى تدمير منازل المدنيين بشكل ممنهج، ومبانيهم، وبُناهم الأساسية من مدارس ومستشفيات ومؤسسات عامة؟ هذا يُظهر إرادة واضحة لاستهداف المدنيين أنفسهم.

ويجب التذكير أن القانون الدولي الإنساني يحظر بشكل صريح استهداف الأعيان المدنية: المنازل والمدارس والمستشفيات والبنى التحتية لا يجوز أن تكون أهدافًا عسكرية. كما أن مبدأ التناسب ينص على أنه لا يجوز إلحاق أضرار مفرطة بالمدنيين بالمقارنة مع أي مكسب عسكري مباشر وفوري. إن التدمير الشامل لغزة لا يملك أي مبرر قانوني أو أخلاقي.

 

التحرير: ما هي المرجعيات التي يقدمها لنا الإسلام في موضوع العدالة؟

 

السفير ألفريدو مايوليزي: الإسلام يعلّمنا أن القانون والعدالة لا يجب أن يخضعا حتى للروابط العائلية. فقد رفض النبي محمد ﷺ منح أي امتياز حتى لأقاربه، وكان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يطبق القانون بالصرامة نفسها على الأصدقاء كما على الأعداء.

 

التحرير: كيف تقيّمون تحالفات الدول العربية والإسلامية في المشهد الدولي؟

 

السفير ألفريدو مايوليزي: إن الهجوم على قطر أثبت حدود التحالفات الهشة مع القوى الخارجية. والقرآن الكريم يحذرنا من وضع ثقتنا في غير المسلمين على حساب وحدة الأمة. إن مسؤولية القادة المسلمين اليوم جسيمة: عليهم أن يخدموا الأمة الإسلامية بالشجاعة والرؤية.

 

التحرير: هل هناك أمثلة إيجابية للتعاون تسير في الاتجاه الصحيح؟

 

السفير ألفريدو مايوليزي: نعم، إن مبادرة المملكة العربية السعودية ببدء اتفاق للتعاون الدفاعي مع باكستان إشارة إيجابية. وينبغي لجميع الدول العربية والإسلامية – من المغرب إلى المشرق، وصولًا إلى تركيا وإندونيسيا وماليزيا وباكستان – أن تتوحد في جبهة مشتركة. فمتحدة، تملك الدول الإسلامية قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية قادرة على إعادة التوازن للعالم. أما متفرقة، فستبقى ضعيفة وهشة.

 

التحرير: هناك من يقول إن إسرائيل تقدم للدول العربية التكنولوجيا والخبرة مقابل التطبيع. ما رأيكم؟

 

السفير ألفريدو مايوليزي: إن فرص التنمية والأمن لا يجب أن تمر بالضرورة عبر اتفاقات مع من يُتَّهم اليوم بانتهاك حقوق الشعوب. فالمعرفة التقنية، والتعاون الاقتصادي، والأمن يمكن أن تأتي من شركاء آخرين: من أوروبا، ومن إيطاليا، ومن دول صديقة لا تحمل على أيديها دماء الحروب والاحتلالات. إن الدول العربية والإسلامية لا تحتاج لأن تخضع لمن ينكر حق فلسطين في تقرير مصيرها.

 

التحرير: ما هي الركائز الأساسية لبناء نهضة عربية وإسلامية؟

 

السفير ألفريدو مايوليزي: التمويل الإسلامي القادر على توليد ثروة عادلة وتنمية مستدامة. الموارد الطبيعية إذا أُديرت باستقلالية وبشكل مشترك، بعيدًا عن الاستغلال الخارجي. الاستثمار في التعليم والعلم، وهو الإرث المجيد للحضارة الإسلامية. وأيضًا دبلوماسية متعددة الأطراف تمزج بين القيم الروحية والواقعية المؤسساتية.

 

التحرير: ما هو دور المنظمة العالمية للدول – البرلمان الدولي للأمن والسلام في هذا السياق؟

 

السفير ألفريدو مايوليزي: نحن لا نريد الانتقاص من دور الأمم المتحدة – بل بالعكس، نريد تعزيز رسالتها. فالمنظمة العالمية للدول – البرلمان الدولي للأمن والسلام تطرح نفسها كفاعل جاد ومستقل، في خدمة الشعوب، وقادر على تذكير المجتمع الدولي بواجباته.

 

وفي هذا الإطار، تقدم المنظمة منصة دبلوماسية برلمانية ومتعددة الأطراف يمكنها أن تدعم الدول والمنظمات الإقليمية، وتُيسّر الحوار بين الحكومات، وتدعم التعاون الاقتصادي والثقافي، وقبل كل شيء تعطي صوتًا لتلك المجتمعات التي غالبًا ما تُهمَّش في المحافل الرسمية.

 

التحرير: ما هي رسالتكم الختامية؟

 

السفير ألفريدو مايوليزي: يجب أن تعود الأمم المتحدة إلى الهدف الذي أُنشئت من أجله: حماية حقوق الإنسان، ووقف الحروب، وحماية الشعوب المظلومة. لا يمكننا أن نسمح للواقعية السياسية أن تخنق القانون الدولي. نحن المسلمين، بهداية الله ووحدة دولنا، علينا واجب وقدرة بناء عالم أكثر عدلًا وسلامًا. والمنظمة العالمية للدول – البرلمان الدولي للأمن والسلام مستعدة للقيام بدورها، مع كل الدول التي ترغب في الانضمام إلى هذه الرسالة.

إعلانات

 

إعلان