إسرائيل و التمادي في سفك دماء الأبرياء و خرق القانون و انتهاك السيادة

أحد, 09/14/2025 - 00:10

 

 

لا يخفي علي أحد تعاظم جبروت و ظلم الكيان الصهيوني، 

و خاصة بعد فوز الرئيس المعتوه اترامب برئاسة الولايات المتحدة الآمريكية من جديد ،

في ظل سياسة القتل والإبادة و الحصار و التجويع التي تنتهجها إسرائيل بحق الفلسطينيين بدعم عسكري آمريكي لا حدود له و مساندة معلنة من آمريكا و الغرب .

نتيجة غباوة اترامب السياسية و غطرسته و ميوله نحو العنف .

أسلوبه في ذلك هو المعاملات بالإكراه و فرض القرارات بالقوة و التهديد .

بدل الدبلوماسية و الحلول العقلانية. 

فآمريكا تبيح لنفسها ما يروق لها و تحرم علي غيرها ما يتعارض مع مصالحها أو مصالح إسرائيل. 

موقف ظالم و منحاز للمحتل الصهيوني .

في محاولة لتبرير كل الأهوال و الأحوال و الفظائع و جرائم الحرب و الجرائم ضد الإنسانية في أبشع صور التطهير العرقي و التي ما فتئ الكيان الصهيوني يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني و خاصة داخل محيط غزة. 

و بشكل يومي دون تمييز بين مناضل صامد علي طول خط المواجهة أو طفل نائم علي بطون خاوية أو شيخ أقعده المرض ،

أو مرضي و عوائل أسقطت فوق رؤوسهم أسقف المستشفيات و المباني السكنية، 

أو نساء و أمهات يبكين الفجع و الوجع و الجوع و العطش و يشكين حجم المعاناة و الظلم .

كل هذه المظالم و المآسي تحدث داخل قطاع غزة و العالم يتفرج دون أن يحرك ساكنا. 

فالتطبيع مع مشاهد الهدم و الدمار و القتل و الموت و المذابح الجماعية داخل محيط غزة، 

أضحي صورة مألوفة تنقلها وسائل الإعلام يوميا لحظة بلحظة و بالصوت . 

أعتادها العالم و لم تعد تحرك فيه أيما شعور .

لعل ذلك أول مراحل إنهيار الأمم و تلاشي القيم الإنسانية و تراجع المبادئ و المواقف الشعبية و الحكومية النبيلة أمام طغيان و اتساع دائرة قانون الغابة .

واقع يختزن من الوقاحة ما يكفي لمواصلة إطلاق مقولات تبريرية تدور حول لوم الضحية و إعفاء الجاني من المسؤولية و الملاحقة الجنائية عما يقترفه بشكل مستمر و دائم علي الملأ و أمام أعين العالم. 

إن عودة إسرائيل لسياسة الإغتيالات من بوابة إنتهاك سيادة دولة قطر رغم مستوي العلاقة الثنائية مع الكيان و ما تقدمه من دور بارز إلي جانب مصر من أجل إحلال السلام و إبرام اتفاقيات الصلح داخل الأراضي المحتلة ، 

و في الوقت الذي تعد فيه دولة قطر حليفا إستراتيجيا للولايات المتحدة الآمريكية ، تستضيف علي أراضيها أكبر قاعدة عسكرية لها في الشرق الأوسط و الخليج العربي .

خطوة غير مدروسة في وقت حساس ،

تطرح سؤالا جوهريا

ما جدوي تحالف العرب مع الولايات المتحدة الآمريكية من جهة و أهمية التطبيع مع إسرائيل من جهة أخري ،

في ظل إنتهاك الأخيرة للسيادة و تجاوز الخطوط الحمراء مع الأصدقاء ؟!!!

 يأتي هذا العدوان بهدف تصفية و قتل قادة حركة حماس قبيل الدخول في مفاوضات بموجب مقترح آمريكي بشأن وقف العدوان و إطلاق سراح الرهائن الإسرائليين المحجوزين لدي حركة حماس. 

 إذ تأكد بالدليل الساطع أن السفاح نتنياهو لا يريد التفاوض و لا يهمه السلام .

و أن التطبيع و حب التقرب من الكيان الصهيوني و مراعاة مصالحه لا يصنع الأمن و الإستقرار و لايعطي التقدير و الإحترام للدول المطبعة .

ما أقدمت عليه إسرائيل هو عمل إرهابي و إجرامي لاقي إستنكارا و إدانة واسعة من مجلس الأمن ودول العالم .

و قد يتطلب انعقاد مؤتمرات مؤازرة من الجامعة العربية و منظمة التعاون الإسلامي 

إلا أن ذلك سوف لن يكون أعظم شأن مما حدث في السابق مع دول عربية كانت مسرحا للتصفية الجسدية لكل قادة و كوادر الفصائل الفلسطينية التي تنشط داخل أراضيها او في زيارة عمل حينها أو لمواقف معادية لإسرائيل رغم ما تتمتع به تلك الدول انذاك من نفوذ و قوة و حضور داخل المشهد الدولي سبق و أن تعرضت هي الأخري لنفس الشيئ سرعان ماتم تجاوزه و نسيانه مثل ما حدث في العراق ، سوريا ، لبنان ،مصر ، الأردن ، تونس ، الإمارات العربية المتحدة .اليمن ، إيران ....الخ .

بالتأكيد قد ينتج عن العدوان الأخير علي قطر عواقب سلبية علي جهود السلام و دورها كوسيط .

كما سيؤدي إلي تقليص الخيارات المتاحة لإسرائيل لإنهاء حرب غزة .

ما شجع إسرائيل علي الإستمرار علي هذا النحوي من النهج العدواني و الإستفزازي و إحتقار حكومات و شعوب المنطقة دون مساءلة أو ملاحقة جنائية هو خنوع و إنبطاح قادة الأنظمة الفاسدة، 

إذ لا يستبعد بعض المراقبين أن يكون الدور علي الجميع في قادم الأيام .

ما قام به الكيان الصهيوني هو محاولة فاشلة و يائسة للهروب نحو الأمام ،

بهدف تجاوز حجم المآسي الإنسانية و التستر علي جرائم و الحصار و التجويع و قتل الأبرياء المدنيين من أطفال ورضع و نساء و شيوخ و بشكل بشع وجماعي.

قصد لفت أنظار العالم عن ماجري و يحدث من انتهاك لحقوق الإنسان و علي نحو غير مسبوق في تاريخ البشرية داخل قطاع غزة و الأراضي الفلسطينية.

و لو أن الكيان الصهيوني لا يخشي لومة لائم في ظل الدعم الآمريكي له و تطاوله علي العالم و تجاهله لقرارات الأمم المتحدة و الإتفاقيات و المعاهدات الدولية و خرقه للقانون الدولي و انتهاكه لحقوق الإنسان و سيادة الدول المستقلة كاملة العضوية في الأمم المتحدة .

تأتي محاولة عملية الإغتيال داخل العاصمة القطرية الدوحة قبل أيام قليلة من حلول ذكري عملية طوفان الأقصي 7 أكتوبر التاريخية و النوعية .

و ما تحمل من دلالات نصر للمقاومة الفلسطينية في تاريخ نضالها و صراعها مع الإحتلال .

أشبه ما تكون من حيث التخطيط و التوقيت المباغت و دقة و سرعة التنفيذ أنذاك .

و حجم الأضرار المادية و الخسائر البشرية و القدرة الفائقة علي إختراق منظومة الرقابة و الجدار الألكترني .

بهجمات 11 سبتمبر 2001 م بالولايات المتحدة الآمريكية. 

رغم تباين أوجه المقارنة في بعض الحالات و جوهر القضية.

ليتأكد جليا أن عملية طوفان الأقصي قد ساهمت بشكل أو بآخر فيما آلت إليه الأمور لاحقا داخل منطقة الشرق الأوسط و الخليج العربي و إيران ،

في ظل تقاعس و تخاذل بعض حكومات و شعوب المنطقة العربية و الإسلامية. 

و بعدما تخلي العرب عن القضية الفلسطينية لصالح إيران. 

و التي بدورها خسرت الرهان بعد أعوام من الحرب بالوكالة، 

بعدما فرضت عليها آمريكا حربا غير تقليدية في مواجهة إسرائيل و من فوق رؤوس الجيران رغم بعد المسافة بينهما بهدف تدمير البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل و الذي شكل رعبا وتهديدا لأمن إسرائيل ،

و هو ما حصل بالفعل

، بعدما نجحت إسرائيل بدعم آمريكي و مباركة بعض الدول العربية في تحييد و بتر أذرعها الإقليمية المسلحة علي طول خط المواجهة( حزب الله في لبنان و نظام حافظ الأسد في سوريا ) .

فالولايات المتحدة الآمريكية هي من تثير الفتن و الحروب متي أرادت و تنهيها متي شاءت وفق مصالحها و آجنداتها الخاصة .

فهي القاضي و الخصم في آن واحد .

في حين تتبني إسرائيل سياسة الإغتيالات عادة بهدف :- 

 -الإنتقام و تعزيز الردع للتأكد أنها قادرة علي أخذ الثأر من أي كان و تحت أي ظرف .

-رفع الروح المعنوية للإسرائيليين و إشعارهم بأن الحكومة مهتمة بأمنهم و الدفاع عن مصالحهم .

-إضعاف المقاومة و إخضاع قيادتها لعوامل التأثيرات النفسية تحت ضغط الإستهداف في أي وقت .

-حرمان المقاومة من الشخصيات القوية من أصحاب النضال و الكفاءات العالية و الخبرة و المعرفة التراكمية التي من الصعب أي يتم تعويضها في وقت قصير و وجيز .

-الإرتهان لما قد يسببه غياب القائد الفذ القوي من فراغ قد يحدث خلافات و إنشقاقات حادة داخل صفوف المقاومة و يؤخر مسألة الإتفاق و الإجماع حول قائد واحد جديد .

-خطف انتصار عسكري علي وجه السرعة من خارج قطاع غزة لكسب تأييد الإسرائليين 

و قطع الطريق أمام تمجيد و إحياء الذكري المخلدة لعملية طوفان الأقصي 7 اكتوبر و التي ترمز لفوز المقاومة .

صحيح أن الإختراق البشري كان عنصرا أساسيا في نجاح الإغتيالات الإسرائيلية علي مر الزمن .

بفضل تجنيد الكيان الصهيوني لمخبرين و عملاء خونة من أبناء الوطن العربي و الدول الإسلامية ،

تم الزج بهم في الصفوف الأمامية للمقاومة أو تكليفهم بأدوار و مهام من مواقع و مناطق متباينة من العالم .

بالتأكيد ليست سياسة الإغتيالات الإسرائيلية وليدة اللحظة بقدر ماهي إمتداد لجرائم قتل سابقة أستهدفت قادة التنظيمات و فصائل المقاومة الفلسطينية صيروريا .

و منذ اللحظة الأولي من قيام الكيان الصهيوني، 

لكن رغم ذلك كله لم تتمكن إسرائيل إطلاقا عبر مختلف سلسلة إغتيالاتها الوحشية و المتكررة من قتل القضية الفلسطينية أو وأد المقاومة و إختزالها في شخص واحد دون غيره .

لكونها مظلومية شعب و مسألة مقدسات .

بل ظلت الإغتيالات بإستمرار محفزا لتقديم قائد أو رمز جديد كلما دعت الضرورة .

و لنا علي مستوي الحركات و الفصائل الفلسطينية ( حركة حماس و حزب الله )

شواهد تاريخية تؤكد الإستمرارية علي نفس النهج و فرض خيار المقاومة كشعار للصمود و الإنتصار .

بدليل أن أي مقاومة صامدة و مترسخة و ولادة .

من الغباء التفكير بهزيمتها و لو بقطع رؤوس قادتها و مناضليها و إبادة و تجويع شعبها.

لك الله يا غزة العزة

 

  اباي ولد اداعة

إعلانات

 

إعلان