الشيخ المحفوظ ولد بيه يكتب: الأوطان

اثنين, 09/01/2025 - 01:50

الاوطان  

قال تعالى: “أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ”
صدق الله العظيم 

تعلّمنا التجارب أن شرارة الخلاف تبدأ كلمةً قبل أن تتحول ناراً، وأن الحكمة في القول مسؤولية تضاهي السيف في أثرها. وما هذه الأبيات الخالدة التي تقول: “فإن النار بالعودين تُذكى # وإن الحرب أولها كلام” إلا تذكيراً بأن الكلمة ليست مجرد صوت عابر، بل طاقة تصنع السلم أو تشعل الفتن.

إن الوطن ليس مجرد حدود جغرافية، بل هو الوعاء الحاضن للكرامة الإنسانية، والبيت الجامع للقلوب والعقول. وهو يزدهر حين تكون الكلمة فيه وسيلة للبناء لا للهدم، وللتقريب لا للتفريق.

وإذا كانت الأمم تتباين في قوتها المادية والعسكرية، فإن قوتها المعنوية تتجلى في مدى احترامها للكلمة المسؤولة. فبقدر ما تصان حرية التعبير بميزان الحكمة، بقدر ما تصان الأوطان نفسها من أن تكون مسرحاً للخصام أو مستودعاً للأشلاء.

إن الأوطان تنادي أبناءها جميعاً أن يتكلموا بصدق، وأن يختلفوا بكرامة، وأن يدركوا أن الكلمة أمانة، وأن الحرية لا تنفصل عن المسؤولية. وبهذا فقط يمكن أن يظل الوطن حضناً كريماً، وموطناً للسلام .

 

إعلانات

 

إعلان