
في مرابع الأهل، حيث يختلط عبق الطفولة بنسغ الجذور، اختار الإطار البارز و المدير العام لشركة "موف موني "المهندس أحمدو ولد أحمد سيدي أن يقضي عطلته هذا العام.
لم يأتِ محمَّلاً بأثقال الرسميات ولا بصلابة المكاتب، بل جاء بروحٍ نديةٍ، يرويها الحنين إلى آفطوط ويُؤنسها دفء الأهل.
كان يمكنه أن يكتفي بظل الخيمة وسمر السمر، لكنه أبى إلا أن يحمل معهم بعضاً من زاده المهني، فيجعل من أيامه هناك جسراً بين خبرته في الاتصالات والشبكات وحاجات البسطاء إلى خدمةٍ أو تغطيةٍ طالما أعيتهم.
جلس بين الناس، لا متكبراً بعلمه ولا متعاجزاً عن خدمتهم، بل متواضعاً كالماء ينساب حيثما طلبوه، يصلح أعطاب الاتصالات، ويعالج مشاكل الشبكات.
فكانت عطلته في ظاهرها استراحة، وفي حقيقتها امتداداً لرسالته: أن يكون العلم حين يُزهر ثماره في البادية والمدينة سواء، وأن يظل الجذر وفياً للأرض التي أنجبته.
تلك هي قيمة الإطار حين يعود إلى موطنه: أن يحمل للناس من خبراته ما يعينهم، ومن وقته ما يواسيهم، ومن قلبه ما يوثّق عرى الانتماء بين التخصص والهوية.





