
حينما تتأمل موريتانيا اليوم، تراها تتفتح كروضةٍ غمرتها رياح الربيع، وتنهض كطائرٍ وجد جناحيه من جديد فحلّق في فضاء الطموح. ستّ سنوات مضت منذ أن تسلّم فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني زمام القيادة، فإذا بالوطن ينسج حكايةً جديدة، عنوانها العدل، والإنصاف، والبناء.
مدرسة تصنع الوحدة وتزرع الحلم:
لم تعد المدرسة مجرد مقاعد وكتب، بل غدت فضاءً يلتقي فيه أبناء الوطن كما تلتقي الجداول في نهر واحد. هناك، تُمحى الفوارق وتُزرع بذور الأخوّة، فيكبر التلميذ وهو يحمل في قلبه خيطًا ذهبيًا يربطه بكل أبناء بلده.
صحةٌ تُهدى للفقراء كزهرةٍ بيضاء:
حينما أُعلن عن التأمين الصحي المجاني لأكثر من ثلث الشعب، شعر كثيرون بأن الدولة وضعت يدها على أكتافهم قائلةً: لسنا عنكم بغافلين. وجاءت منظومة أكنـاس كنافذةٍ أخرى على الأمل، تتيح لكل مواطن أن يحيا بصحةٍ كريمة، في القطاع العام والخاص معًا، وتواصل الاهتمام حتى شمل الوالدين وطلاب الجامعات.
إدارة بلا أسوار:
بفضل منصات مثل خدماتي ، منصة عين وهويتي، أُزيلت الحواجز بين المواطن والإدارة، كما يُزال الستار عن نافذة لتدخل أشعة الصباح، فأصبح المواطن يُنجز معاملاته وهو في بيته، مطمئنًا إلى أن صوته مسموع وشكواه معتبرة.
نورٌ يصل إلى الحقول:
في الأرياف، حين أضاءت الكهرباء حقول الأرز والقمح، بدا وكأن الأرض تبتسم لفلّاحيها. خفّت التكاليف، وارتفعت الإنتاجية، وكأن كل لمبة أُضيئت هناك كانت شمعةً في طريق الاكتفاء الذاتي.
ماءٌ بعد طول انتظار:
نواذيبو، التي طالما شربت القليل، ارتوت أخيرًا، وامتدت شبكات المياه في ولايات الوطن كالأوردة تمد الجسد بالحياة. حتى العاصمة أُمّنت بمصدر ثانٍ من مياه إديني، كمن يحتفظ بجرّة ماء في بيت الحكمة للأيام العصيبة.
حديدٌ يُصاغ في أرضه:
مشروع تكامل لم يكن مجرد مصنع، بل كان إعلانًا بأن موريتانيا قادرة على أن تصنع معداتها بيدها، وأن تستغني عن الغريب وتستند إلى ذاتها.
أجورٌ تليق بمن يحملون الوطن:
المعلم، الطبيب، الجندي… جميعهم وجدوا تقدير الدولة في رواتب أُعيد النظر فيها، لأن من يبني الإنسان ويحرس الوطن لا بد أن يُكافأ بكرامةٍ تليق برسالته.
قوانين تحمي وتردع:
لم تعد صحة المواطن سلعة في سوق الغش، فقد أُقر أول قانون لحماية المستهلك بعقوباتٍ صارمة، وسُدّت الأبواب أمام الأدوية المزوّرة بجهود وطنية ودولية.
ذهبٌ يُحمى وأرواح تُصان:
قطاع التنقيب التقليدي لم يُترك للفوضى، بل نُظّم وفتحت له شبابيك رسمية، وبُنيت منشآت تصون الذهب وتصون حياة المنقّبين من المخاطر.
عمرانٌ ينهض… وجسور تعانق السماء:
في المدن، ارتفعت الجسور كأنها أذرعٌ تربط الأحياء ببعضها، وامتدت الطرق آلاف الكيلومترات كشرائين حياة جديدة، بينما بدأ مشروع الصرف الصحي للعاصمة كعملية إنقاذ حقيقية.
سيادة في زمن الرقمنة:
وُلد مختبر وطني للبيانات، ليبقى سرّ البلاد في يدها، في زمنٍ تُقاس فيه القوة بالمعرفة.
شبابٌ في قلب المعادلة:
وزارة جديدة للشباب فتحت أبواب الأمل أمام آلاف الطموحات، فصار الحلم مشروعًا، والمشروع فرصة عمل، والفرصة حياة.
إصلاح التعليم… وغرس المستقبل:
من تشاورٍ وطني خرج قانون توجيهي جعل التعليم أولوية، فشُيّدت أكثر من 3000 حجرة دراسية، وتضاعف المعلمون، وكبرت موائد التغذية المدرسية حتى باتت تطعم مئات الآلاف من الأطفال.
دبلوماسية الحكمة وإصلاح السياسة:
في الخارج، استعادت موريتانيا احترام العالم بسياستها المتوازنة، وفي الداخل أُصلح قانون الأحزاب وأُعيد الاعتبار للممارسة السياسية الرشيدة، في مناخٍ من الانفتاح واللحمة الوطنية.
ست سنوات… كانت كفيلة بأن تكتب موريتانيا فصلًا جديدًا في تاريخها.
فصلٌ لا يُكتب بالحبر وحده، بل بالعرق والصدق والإرادة.
وهكذا، بينما يواصل الوطن طريقه، نأمل بصدق أن تنعكس هذه الجهود الكبيرة على حياة كل مواطن، ليحسّ بها في خبزه اليومي، وصحته، وتعليمه، وأمنه… في كل تفاصيل يومه.
فمن أراد البناء، بنى… ومن أحب وطنه، جعل من كل يوم فيه حكاية فخر.
لاله الرشيد صالح.