
على مدى السنوات الماضية، شهدت العلاقات الموريتانية الأمريكية تطورًا ملحوظًا في العديد من المجالات، من أبرزها التعاون الاقتصادي، والسياسي، والدبلوماسي، والأمني.
وتأتي دعوة فخامة رئيس الجمهورية من قبل الرئيس الأمريكي لحضور القمة الأمريكية-الأفريقية، تتويجًا لهذا المسار المتصاعد، وتحولًا استراتيجيًا في السياسة الأمريكية تجاه المنطقة.
يعتمد التوجه الجديد للرئيس الأمريكي دونالد أتراب على تعزيز الشراكة التجارية والاقتصادية، والاستثمار في المعادن الثمينة، والطاقة، والبحث الجيولوجي، فضلًا عن دعم جهود السلام، ومناهضة الخلافات والحروب، وبسط الأمن والاستقرار في العالم.
وتُعد هذه الدعوة بدايةً لعهد جديد من العلاقات بين البلدين، وتحديدًا لإطار أهدافها الاستراتيجية.
من المعروف أن الجمهورية الإسلامية الموريتانية تُعد من بين دول المنطقة الرائدة في مكافحة الهجرة غير الشرعية، في إطار شراكة فعالة مع الاتحاد الأوروبي، تقوم على القوانين المعتمدة من قبل المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة.
كما ساهمت موريتانيا بفعالية في مكافحة الإرهاب من خلال مقاربتها الأمنية المتكاملة، التي نالت إعجابًا دوليًا، واعتمدتها عدد من الدول كنموذج يُحتذى به. وفي هذا السياق، تم توشيح وحداتها العسكرية المشاركة في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من قبل المنظمة ذاتها.
وقد كان لموريتانيا دور بارز في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الساحل، جمع بين المهنية العسكرية، والتخطيط، والحكمة، والرزانة السياسية.
وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أن انتخاب فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، بإجماع واسع، في قارة تعاني من أزمات وصراعات، لا يمكن أن يكون أمرًا عابرًا.
ويؤكد فوز مرشحه، الدكتور سيدي ولد التاه، برئاسة البنك الأفريقي للتنمية، على قوة تأثير الرئيس ومكانته في محيطه الأفريقي.
كما يُنظر إلى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، في أروقة القرار الأمريكية، على أنه شريك استراتيجي يمكن الوثوق به في إطار التوجهات الجديدة للولايات المتحدة في القارة الأفريقية.
وفي محيطه العربي، يُعد نموذجًا يحتذى به في علاقاته السياسية والدبلوماسية، من خلال احترام مصالح الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والحرص على حسن الجوار.
وإلى جانب هذه القواسم السياسية المشتركة، تدرك الولايات المتحدة، في ظل التحولات العالمية الراهنة، الأهمية الجيوسياسية لموريتانيا، وما تملكه من ثروات هائلة في مجالات الحديد، والنحاس، والذهب، والفوسفات، والثروة السمكية، والمساحات الزراعية، والأنهار، والواحات، والثروة الحيوانية، فضلًا عن مخزونها الاستراتيجي الكبير من الغاز، والذي بدأت في تصديره، والهيدروجين الأخضر الذي يُرتقب دخوله في الدورة الإنتاجية قريبًا.
وعليه، تبدو موريتانيا لوحة واعدة لشراكة استراتيجية واستثمار طويل الأمد بالنسبة للولايات المتحدة، التي ترى أن موريتانيا، بقيادة فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، ستكون قطبًا اقتصاديًا وأمنيًا صاعدًا بين العالم الأفريقي والولايات المتحدة الأمريكية.
محمد ولد كربالي / عضو المجلس الوطني لحزب الإنصاف.