المكتب الوطني للصرف الصحي يبدأ الإجراءات الوقائية في كيهيدي تحسبًا للأمطار

جمعة, 06/20/2025 - 18:43

في خطوة وُصفت بالريادية والاستباقية، باشر المكتب الوطني للصرف الصحي تنفيذ تدخلات ميدانية مكثفة لحماية مدينة كيهيدي من خطر الغرق الذي يتهددها مع اقتراب موسم الأمطار، مستحضرًا تداعيات فيضانات عام 2022 التي أغرقت أحياء بأكملها، وأرغمت رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني حينها على قطع عطلته السنوية والتوجه بشكل عاجل إلى المدينة المنكوبة.

وتندرج هذه العملية ضمن خطة وقائية دأب المكتب الوطني على تنفيذها سنويًا منذ تلك الحادثة، سعيًا لمنع تكرارها، وحرصًا على سلامة السكان والبنية التحتية للمدينة.

الحملة شملت تنظيف وفتح مجاري الصرف عند مدخل المدينة، وإزالة الرمال والأتربة والمخلفات التي كانت تعيق انسيابية المياه، كما أعاد المكتب فتح قنوات الجسر المحوري عند مدخل كيهيدي، في تدخل نفذته آليات المكتب وبإشراف مباشر من مديره العام، وبمشاركة طواقم هندسية وفنية متخصصة تابعة له.

وخلال إشرافه على الأعمال، ثمّن المدير العام للمكتب الوطني للصرف الصحي الأجواء التنظيمية والمهنية التي تمّت فيها العملية، مشيدًا في الوقت ذاته بما وصفه بـ”التوصيات الصارمة والحازمة” الصادرة عن وزيرة المياه والصرف الصحي، تنفيذًا لتعليمات مباشرة من معالي الوزير الأول، والتي منحت العمل بعدًا استراتيجيًا وتنسيقيًا واضحًا، وفق تعبيره.

والي ولاية كوركول، السيد محمد المختار ولد عبدي، زار الجسر والمواقع المعنية، وأكد في تصريح لوسائل الإعلام أن العملية “جاءت في وقتها المناسب، وتم تنفيذها بطريقة احترافية تعكس الجدية العالية للمكتب الوطني للصرف الصحي، والتنسيق المحكم بين القطاعات الحكومية المعنية”.

من جهتهم، عبّر عدد من المنتخبين المحليين والسكان عن ارتياحهم الكبير لهذه التدخلات، ووجّهوا شكرهم للمكتب الوطني، معتبرين أن ما تحقق هو ثمرة إرادة سياسية واضحة من رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي جعل من الوقاية وحماية المواطنين من الكوارث الطبيعية أولوية وطنية.

ويؤشر هذا التحرك الاستباقي إلى تحوّل نوعي في طريقة إدارة مخاطر الأمطار والسيول في موريتانيا، حيث لم تعد الجهات المختصة تنتظر الكارثة للتحرك، بل باتت تعبئ الوسائل والطاقات لحماية المدن والساكنة قبل أن تقع الأضرار.

وبينما تتهيأ كيهيدي لاستقبال أولى زخات موسم الأمطار، يبدو المشهد أكثر طمأنينة هذه المرة، في ظل عمل مؤسسي منسق يستمد زخمه من أعلى هرم السلطة، ويعكس نضجًا متزايدًا في مقاربات الوقاية والتنمية.

إعلانات

 

إعلان