
يُعدّ الدكتور سيد أحمد ولد محمد، رئيس حزب الإنصاف، من بين الأطر الأكثر وفاءً لفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، ومن أشدهم إخلاصًا لمشروعه السياسي.
ويظهر هذا الإخلاص من خلال أسلوبه في العمل وتعاطيه مع الشأن العام، مما يؤكد أنه منتدب فعليًا من قِبل رئيس الجمهورية لخدمة الوطن والمواطنين، وهي صفة تميّزه عن غالبية المسؤولين الآخرين.
الدكتور سيد أحمد إطارٌ ذو كفاءة عالية، وصاحب ثقافة واسعة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، ما مكّنه من فهم عميق لتركيبة وطنه الجيوسياسية. وقد ساهمت هذه الميزات، إلى جانب مواقفه المعتدلة والثابتة من القضايا الوطنية الجوهرية—مثل الوحدة الوطنية، واللحمة الاجتماعية، واحترام الدولة ومؤسساتها—في اختياره لقيادة الحزب في ظرفية خاصة.
لقد ساهم بفعالية وإخلاص في تنفيذ برنامج فخامة الرئيس خلال المأمورية الأولى، حيث أدار قطاعات وزارية مختلفة بكفاءة ونزاهة، مُجسّدًا التوجيهات العليا على أرض الواقع. كما حاز قبولاً واسعًا لدى الأوساط الشعبية أثناء وجوده في الحكومة، نظرًا لتواضعه، وحُسن استماعه للمواطنين، وتقاسمه لمعاناتهم، وسعيه الجاد لحل مشاكلهم بروح يطبعها الاحترام والشفافية، بما يتماشى مع تطلعاتهم.
وفي مستهل المأمورية الثانية، أسندت إليه مهمة قيادة حزب الإنصاف، فباشر بمراجعة نصوصه التنظيمية، وتفعيل هيئاته القاعدية، وإشراكها في العملية السياسية، كما حرص على حضورها في كافة المناسبات والفعاليات.
وقد أولى اهتمامًا خاصًا بتنظيم هيئات الشباب والنساء، وتكليفهم بمهام حقيقية، حيث شهد الحزب تحت قيادته تحوّلًا لافتًا في تعامله مع الشباب، من خلال إنشاء آليات تواصل مباشر معهم، وتقاسم الاهتمامات، وإدماجهم الفعلي في النشاط السياسي. كما فتح قنوات اتصال منتظمة مع القطاعات الوزارية والإدارية المعنية بالبرامج الشبابية، على اعتبار أن هذه المأمورية هي “مأمورية الشباب وبالشباب”.
عمل الدكتور سيد أحمد ولد محمد على وضع استراتيجية شاملة لإعادة تنظيم الحزب، وخلق ديناميكية إعلامية قادرة على التصدي للهجمات المنظّمة التي تشنها جهات متطرفة أو منابر مأجورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب بلورة خطاب سياسي يواكب متطلبات المرحلة، ويجعل من حزب الإنصاف جهازًا فاعلًا يُمسك بزمام المبادرة، ويملك القدرة على حماية المكتسبات المحقّقة، واستشراف مستقبلٍ أفضل.
كما نجح في تجسيد نهج التهدئة السياسية الذي تبنّاه فخامة الرئيس، مما جعله محلّ احترام وتقدير لدى أحزاب الأغلبية، التي رأت فيه الرجل المناسب في الظرف المناسب. حتى بعض أحزاب المعارضة تقيم معه علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والتشاور المستمر.
لقد تعامل رئيس الحزب مع المشهد السياسي الوطني بحكمة ومرونة، ما ساهم في خلق أجواء من الارتياح قبل الدخول في حوار وطني شامل، يُعدّ الأهم منذ عقود، ويُعوَّل عليه في إحداث تحوّل سياسي واجتماعي واقتصادي ستكون له انعكاسات بعيدة المدى.
*ذ/ محمد سالم ولد أحمد*