
الجرائم تلصق دائما بالطبقة الفقيرة والهشة والتي لضيق الحال يلجأ بعض افرادها لأساليب غير قانونية لربح قوت يومها(حوصة قيمة خمس آلاف قديمة )، غير أن مصطلح "جرائم ذوي الياقات البيضاء"ـ والذي ظهر بفضل مفكر علم الاجتماع "إدوين سذرلاند" Edwin Sutherland" قد أدمج ذوي الطبقات الاجتماعية العليا في صلب الجرائم المالية، فيستحيل تعميق متابعة جرائم أصحاب النفوذ التي تبقى محدودة لأن النفوذ الذي يمتلكه ذوي الياقات البيضاء يفوق ويعلو على قوة القوانين.
اقتصاد الجريمة هي جريمة عظمى يرتكبها فرد من ذوي الطبقات الاجتماعية العليا وله مكانة مرموقة في المجتمع حيث يكون أثرها كبير على توازنات اقتصاد الوطن و خطورتها أكبر من جرائم الطبقات الفقيرة المحدودة.
تقرأ عبر وسائل الإعلام بالخط العريض فتح تحقيقات في ملفات الفساد الاقتصادي و الجريمة المنظمة التي تضرب المصلحة العامة للمواطين ثمّ فجأة تدفن تلك الأخبار و التحليلات و المحللين و التحقيقات و المحقيقين حيث يتم وضع الجميع على خاصية النسيان و كأن الجحيم لم يمر من هنا.
خطورة التساهل في ترك اقتصاد الجريمة ينمو في الوطن ، ستكون النتيجة الحتمية له هو عدم تمكن الدولة من إنتاج معلومة مالية ذات مصداقية عند الشركاء الاقتصاديين الدوليبن بسبب ميكانيزمات الهندسة المالية المعقدة لبيادق اقتصاد الجريمة (مليار دير ما اكر احديده و لا يمتلك حتى مكتبا ).