فهي العناية لاحظتك عيونها
…..إلخ.
سيظل حضور النائب حدمين ولد الغزواني هادئا كظل شجرة في قيظ الصراخ، عميقا كمن مر بتجارب الحياة دون أن تُعكر صفاءه. فهو من أولئك الرجال الذين يتركون أثرهم بالفعل والجوهر، لا بالقول والشعارات العابرة.
وُلد في بيتٍ نهل من قيمه الكرامة والرصانة، فتربى على أن الشهامة ليست في التكبر والاستعلاء، بل في السكينة والوقار. وتعلم أن كسب الناس لا يكون بالكلام المعسول، بل بالإصغاء والوفاء.
من جاوره، يدرك أن في صمته حكمة، وفي حديثه اتزان، لا يخاصم أحدا، ولا يلاحق مجدا شخصيا، لكنه مع ذلك حاضر حيث يكون الواجب، ويظل بعيدا حين يزدحم المشهد على الصورة والأضواء.
من جالسه، أدرك حتما أنه لا يفرق بين الناس بحسب وضعهم الاجتماعي، بل بما يحملونه من إنسانية وأخلاق. يعطي في صمت، ويساند دون إعلان، ويتجاوز بسماحة لا تعرف الضغينة.
حدمين ولد شيخنا ليس من مدرسة التباهي، بل من مدرسة العمل الصامت، والخلق النبيل، والبصيرة التي لا تهتز.
