د.جعفر محمد محمود : شيخ الإسلام ابن تيمية يرد على الإمام محفوظ ولد الوالد الذي كفر الدولة الموريتانية و العلامة الشيخ عبد الله بن بيه

اثنين, 01/20/2025 - 17:15

فتوى الامام محفوظ ولد الوالد بتكفير الدولة الموريتانية و غرة علمائها فخر بلاد شنقيط و الأمة الشيخ عبد الله بن بيه، منكر و أمر شنيع يجب أن لا يمر هكذا، أقولها على الملأ لأن إناء التكفير قد امتلأ فمن ترك بذرة التكفير سبحصد التفجير،  فتكفير العلماء الذين اجتهدوا في بعض المسائل العقدية و فقه الواقع ،  وجعله جرما عظيما، يرد عليه الشيخ ابن تيمية : “فمن أخطأ في بعض مسائل الاعتقاد من أهل الإيمان بالله وبرسوله وباليوم الآخر والعمل الصالح لم يكن أسوأ حالا من الرجل –الذي أوصى بإحراق نفسه- فيغفر الله خطأه أو يعذبه إن كان منه تفريط في إتباع الحق على قدر دينه, وأما تكفير شخص علم إيمانه بمجرد الغلط في ذلك فعظيم!
فقد ثبت في الصحيح عن ثابت بن الضحاك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لعن المؤمن كقتله, ومن رمى مؤمنا بالكفر, فهو كقتله”, وثبت في الصحيح: “أن من قال لأخيه يا كافر, فقد باء به أحدهما“.
وإذا كان تكفير المعين على سبيل الشتم كقتله, فكيف يكون تكفيره على سبيل الاعتقاد؟! فإن ذلك أعظم من قتله؛ إذ كل كافر يباح قتله, وليس كل من أبيح قتله يكون كافرا”.
وأنكر على من يدعو العوام إلى تكفير علماء المسلمين وعلى من يتساهل في الحكم على علماء المسلمين بالتكفير وعد ذلك من أفعال الخوارج الروافض, وجعل الدفاع عنهم من أهم الأغراض الشرعية فقال: “فإن تسليط الجهال على تكفير علماء المسلمين من أعظم المنكرات وإنما أصل هذا من الخوارج والروافض الذين يكفرون أئمة المسلمين لما يعتقدون أنهم اخطأوا فيه من الدين, وقد اتفق أهل السنة والجماعة على أن علماء المسلمين لا يجوز تكفيرهم بمجرد الخطأ المحض, بل كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله, وليس كل من يترك بعض كلامه لخطأ أخطأه يكفر ولا يفسق, بل ولا يأثم“.
ثم ذكر أن بعض العلماء قالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم أخطأ في قضية تأبير النخل, وقال معقبا: “ومع هذا فقد اتفق المسلمون على أنه لا يكفر أحد من هؤلاء الأئمة, ومن كفرهم بذلك استحق العقوبة الغليظة التي تزجره وأمثاله عن تكفير المسلمين… ومن المعلوم أن المنع من تكفير علماء المسلمين الذين تكلموا في هذا الباب بل دفع التكفير عن علماء المسلمين وإن أخطأوا هو من أحق الأغراض الشرعية, حتى لو فرض أن دفع التكفير عن القائل يعتقد أنه ليس بكافر حماية له ونصرا لأخيه المسلم لكان هذا غرضا شرعيا حسنا”.
ويؤكد في موطن آخر على أن الاحتياط في التكفير من أعمال أهل العلم, وأن المسارعة إلى التكفير من أعمال أهل البدع, فيقول: “فمن عيوب أهل البدع تكفير بعضهم بعضا, ومن ممادح أهل العلم أنهم يخطئون ولا يكفرون, وسبب ذلك أن أحدهم قد يظن ما ليس بكفر كفرا, وقد يكون كفرا؛ لأنه تبين له أنه تكذيب للرسول وسب للخالق والآخر لم يتبين له ذلك, فلا يلزم إذا كان هذا العالم بحاله يكفر إذا قاله أن يكفر من لم يعلم بحاله”.
ولم يكتف ابن تيمية بالتنظير في التحذير من التكفير والتحوط الشديد فيه, بل مارس ذلك في حياته العملية, فقد كان يخاطب علماء الجهمية الغلاة –وهم عنده قد وقعوا في الكفر المحقق–فيقول لهم: “أنا لو وافقتكم كنت كافرا لأني أعلم أن قولكم كفر, وأنتم عندي لا تكفرون لأنكم جهال, وكان هذا خطابا لعلمائهم وقضاتهم و شيوخهم وأمرائهم”.
ولم يكن يكفِّر تقي الدين السبكي, الذي اجتهد في بيان كون الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم جائزة, وعقد لبيان ذلك بابا قال فيه: “الباب الثامن في التوسل والاستغاثة به صلى الله عليه وسلم” وقرر فيه جواز الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم بعد موته بتفصيل مطول, بل قال عن نفسه: “إن الله يعلم أن كل خير أنا فيه, ومنّ علي به, فهو بسبب النبي صلى الله عليه وسلم والتجائي إليه, واعتمادي في توسلي إلى الله في كل أموري عليه, فهو وسيلتي في الدنيا والآخرة”.
ومع هذا كله لم يكن ابن تيمية يحكم عليه بالكفر, بل كان يعامله معاملة المسلم, وكان يجله ويقدمه ويثني عليه كثيرا, ويعده من كبار علماء الإسلام, ولم يكن يعظم أحدا من أهل عصره كتعظيمه للسبكي.
فهل كان ابن تيمية محابيا في دين الله أو كان ممن دخلت عليه شبهة من الإرجاء أو كان فيه مادة من التجهم فهذا أمر بينك أيها الإمام ولد الوالد و الشيخ ابن تيمية الذي تقول انك على منهجه ؟!!
والأعجب من ذلك أن ابن تيمية لم يكن يكفر البكري, وهو من أشد العلماء الذين دافعوا عن الاستغاثة الشركية بالنبي صلى الله عليه وسلم, وناظر ابن تيمية فيها بل قال عنه: “لم نقابل جهله وافتراءه بالتكفير بمثله, كما لو شهد شخص بالزور على شخص آخر أو قذفه بالفاحشة كذبا عليه, لم يكن له أن يشهد عليه بالزور ولا أن يقذفه بالفاحشة”.
فهذه المواقف تدل على شدة احتياط ابن تيمية في باب التكفير وخوفه الشديد من الولوج فيه, ولو وُجد في زماننا هذا رجل مثل البكري أو السبكي لوجدت كثيرا من الشباب الذين "يشحنهم" الإمام ولد الوالد  يسارع إلى تكفيره, ويتهم كل من لم يكفرهم بأنه مرجئ أو جهمي أو متخاذل !!.

 فلا يتصور أن يكفر أحد من أهل القبلة المظهرين الإسلام إلا من يكون منافقا زنديقا”.
ويقول ابن دقيق العيد: “وأما من وصف غيره بالكفر: فقد رتب عليه الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: “حار عليه” بالحاء المهملة: أي رجع….وهذا وعيد عظيم لمن أكفر أحدا من المسلمين وليس كذلك, هي ورطة عظيمة وقع فيها خلق كثير من المتكلمين ومن المنسوبين إلى السنة وأهل الحديث”.
وينقل ابن حجز الهيثمي عن أئمة الشافعية بأنهم كانوا يحتاطون كثيرا في باب التكفير فيقول: “ينبغي للمفتي أن يحتاط في التكفير ما أمكنه؛ لعظم خطره وغلبة عدم قصده, سيما من العوام, وما زال أئمتنا على ذلك قديما وحديثا”.
=========
 على رسلك ايها الإمام ولد الوالد فأنت تنطح الجبل الأشم، الشيخ الرباني و العلامة النحرير و المفكر الإسلامي الشيخ عبد الله بن بيه، مدرسة  في  الأخلاق و الحكمة و الموعظة الحسنة.
ما هكذا يا ولد الوالد تورد الإبل.

إعلانات

 

إعلان