خطاب وزير الزراعة في مستهل الدورة 59 العادية لمجلس وزراء اللجنة الدائمة المشتركة لمكافحة آثار الجفاف في الساحل
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
السيد الوزير المنسق
السادة الوزراء
السيد الأمين التنفيذي
السيد الأمين العام
السادة الامناء الدائمون للجان الوطنية
السادة المدراء العامون
السادة الخبراء
أيهتا السيدات والسادة
يطيب لي في البداية أن أرحب بكم أحر الترحيب في بلدكم الثاني راجيا لكم مقاما سعيدا بين ظهراننا.
لا شك أن هذه الدورة العادية التاسعة والخمسون لمجلس وزراء منظمتنا تكتسي أهمية بالغة لما تحمل من دلالات لكونها:
- تنعقد مباشرة بعد جلسة الخبراء أيام 31 أكتوبر وفاتح نونبر 2024.
- إضافة الى انها أول دورة تنعقد بعد اكتمال الإصلاحات الجوهرية التي قيم بها لتطوير المنظمة ورفع التحديات الجديدة والعديدة التي تواجهها.
وهنا لا يفوتني أن أنوه بالجهود المبذولة من طرف الأمانة التنفيذية لمنظمتنا والخبراء ومكاتب الدراسات لترجمة هذه الإصلاحات في خطة استراتيجية وبرامج عمل طموحة.
وأغتنم هذه فرصة لتسليط الضوء على إنجازات منظمتنا، التي يبلغ عمرها أزيد من خمسين عاما، في مجالات الأمن الغذائي، والتحكم في المياه، والوصول إلى الأسواق، ومكافحة التصحر وتغير المناخ في منطقة الساحل وغرب إفريقيا.
وتمشيا مع المثل العليا للآباء المؤسسين، يجب علينا أن نضع نصب أعيننا جعل منظمتنا أداة قوية في خدمة منطقة الساحل، وتحولها إلى أرض التميز، في تنفيذ التنمية المستدامة والتكيف مع التغير المناخي.
إن الجمهورية الإسلامية الموريتانية كانت من المبادرين للتصدي للأزمات المناخية التي عرفتها المنطقة في العقد الأول بعد الاستقلال ولذلك كانت من المؤسسين للجنة الدائمة المشتركة لمكافحة آثار الجفاف في الساحل في 12 سبتمبر 1973 و ستظل كذلك نظرا لما يوليه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني من بالغ الاهتمام بالمنظمة و تطويرها والحرص الدائم على إنجاح جميع برامجها و مشاريعها الرائدة ويتجلى ذلك في العناية التي تمنحها حكومة معالي الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي للتعاون المشترك في المنطقة.
أيها السيدات والسادة
لا شك انكم تدركون أهمية التنظيمات الإقليمية واسهامها الكبير في خلق ديناميكية تعزز الامن الغذائي و التغذوي لمجتمعاتنا في سبيل تحقيق السيادة الغذائية والتي أصبحت هدفا لا مناص من تحقيقه وفق برنامج فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني "طموحي للوطن"
وهنا يجب التذكير بأن الإنتاج الزراعي في منطقتنا يعتمد بنسبة 95٪ على التساقطات المطرية المتذبذبة في كمياتها ومواعيد هطولها نظرا لتأثير التغيرات المناخية، ورغم ذلك تزخر منطقتنا بموارد مائية سطحية وجوفية هامة غير ان استغلال هذه الموارد يبقى دون المستوى اذ لا يتجاوز 10% هذا في حين لا تتجاوز المساحات المروية نسبة 15%من الأراضي الصالحة للزراعة.
وفي مواجهة عدم انتظام هطول الأمطار الذي يهدد الإنتاج الزراعي واستمرار الأزمات الغذائية والتغذوية، برز تطوير الري كبديل واعد لتأمين الإنتاج الزراعي وزيادته بشكل مستدام، وهنا تبرز أولوية التحكم في المياه الموجهة للأغراض الزراعية بهدف إرساء قواعد لزراعة مستديمة وقادرة على الصمود في مواجهة التغيرات المناخية مما سيسهم في الامن الغذائي والتغذوي وكذا النمو الاقتصادي.
ومن هذا المنظور، يجب اغتنام جميع الفرص لتنفيذ السياسات والاستراتيجيات المناسبة، بهدف جعل أنظمتنا المروية فعالة ومستدامة.
وهو ما يجب ان يجسد فيما يلي:
✓ الالتزام الصارم لإعادة توجيه أولويات الاستثمار بشكل أساسي لصالح تطوير أنظمة مروية مستدامة وقادرة على الصمود.
✓ دعم الدول في تعبئة التمويل لتحسين وتطوير نظم الري والبحث عن شراكات جديدة في مجال التحكم وإدارة المياه.
وفي هذا السياق يتعين علينا ان نعمل مع شركائنا في اطار ترتيب الأولويات التنموية بوضع الري على اعلى سلم الأولويات كضامن لمكافحة انعدام الامن الغذائي والتغذوي وزيادة دخل المنتجين الزراعيين وذلك دون التقليل من أهمية برامجنا ومشاريعنا الحيوية المشتركة والتي اعطت نتائج إيجابية في مختلف المجالات .
أيها السيدات والسادة
ان انعقاد هذه الدورة في ظرفية خاصة من حيث بروز تحدي توفير الغذاء في ظل الازمات مختلفة الأسباب والسياقات والتي يعد التغير المناخي أحد أهمها وأكثرها تأثيرا على نظمنا الزراعية يتطلب حشد كافة الإمكانيات المتاحة لمنظمتنا وشركائها لرفع هذا التحدي وتحقيق السيادة الغذائية من خلال منظومة زراعية فعالة ومستدامة.
وهنا لا يفوتني أن أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن عميق امتناني وشكري لجميع الشركاء الفنيين والماليين لمنظمتنا.
وفي الأخير اسمحوا لي أن أترحم على روح المدير العام لمعدAGRHYMET الذي غادرنا فجأتا في الأيام المنصرمة وأطلب من جميعا الرحم عليه.
عاشت اللجنة الدائمة المشتركة لمكافحة آثار الجفاف في الساحل!
شكرًا و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته