بصفتي صاحب مُسَكٍ ومَحْتٍ وحِجَا نظرتُ مُتأمِّلاً في صفحات الكُتّاب أَنْقُب في أقوالهم وأخبارهم أفتّش في هذه الهَزاهِز والفوالِق والبَوائِق أُحاول جاهداً فهم الأحداث الأخيرة الغامضة أربط بعضها ببعض خشية أن أنزلق في فهم هَباء النّاسِ فأكون بُغامة حارِضا أو عجولا جهولا أو نَزِقا زَهقا أو عَلِقا قلِقا
فمعلومٌ أن الحقّ عَزيزٌ مُعتاص وشَرودٌ مُنحاص دائماً ما تكون الحقيقة محجوبة عن الحمقى والمغفلين أصحاب الافتراضات والظّنون الضعيفة فيصعُب الوصول إليها إلا بالصّبر والحكمة والتّأني بعيدا عن الأحكام الخاطئة والانسياق خلف الأباطيل المُربكة، والآن بعد بحث عميق وتَتبعٍ دقيق تهيّأ الأمر وأمكن فإن الحقّ أن البصيرة خذلتنا فلم نَذُبّ عن شرف الشّريف فإنها والله نَبْعٌ صافٍ لا يُعكِّره غبار جهالة الجاهلين لها سماحة وصباحة وسناء ،فائضة الأنامل زاخرة الجداول أكرم الناس شيمة وأجودهم ديمة وأمجدهم سجية.
أقل الاعتذار أن أذكرها بأطيب الكلام وأحسن الوصف وأتقن الرّصف وبأفصح لسان وأوضح بيان ،وما كنت والله لأقول هذا الكلام إلا بعد ما تبيّن لي صُقع الضُّلال ومنجم الجُهال وانكشف لي فُسطاط الضَّلالة
فرأيت من أين تنشأ سحائب الغِواية وتُقاد خبائث العِماية
أيّها السّادة والله إنّها جريرة وافتراء وبهتان وإِصْر من نابزٍ يجري لمصالحه وما كنت لأنكر هذا إلا بحجّة بيّنة وأدلّة دامغة فلا تنجروا فيما لا يعود عليكم بالنّفع ولا تفتتنوا بالأباطيل الفاسدة ،ولست بصدد نَثر الأدلة في هذا المقام ،فلست بمدّعي ،أنظر وأبحث وأقارن فأحلل ماجادت به القريحة وقديما قالوا إن اللبيب من الإشارة يفهم.
سلطان البان
05-10-2024
