لابد من استراتيجية تحتم على مستخدمي الفيسبوك احترام قوانين الدولة وقيم المجتمع ورموزه الدينية

ثلاثاء, 09/24/2024 - 07:49

دخل الفيسبوك بيوتنا بدون استشارة منا ومن بين وأصعب ما حمل لنا تلك الخطابات التي تستهدف  بنيتنا القيمية و الأخلاقية والاجتماعية . بدأت بمهاجمة رموز المجتمع و الأفراد والإساءة إليهم و توزيع الاتهامات و الشتائم و تكسير حواجز الهيبة والإحترام والقواعد التي ترمز  لقيم المجتمع ومميزاته تحت شعارات حرية التعبير .  إضافة إلى استهداف  الدولة ومؤسساتها الدستورية والقائمين عليها من أجل كسر هيبتها وإضعافها من خلال تهديد الوحدة الوطنية عن طريق خطابات التفرقة والمساس باللحمة الاجتماعية ونشر الكراهية في صفوف أبناء الوطن الواحد. كل هذه العوامل لم يتردد بعض السياسيين إلى اتخاذها  مطية مفضلة لتحقيق أهدافهم المصلحية .  إن  هذه الوضعية السياسية والاجتماعية والثقافية والأمنية ما كان ينبغي أن تواجه بالصمت و التفرج على أنها أمور عابرة كما يعتبرها للأسف بعض المواطنين والمسؤولين .  
إننا ، شعبا وحكومة يملي علينا الواجب والمسؤولية أن نفكر وندرس هذا الواقع الخطير الذي يهدد مستقبل بلدنا وقيمنا وأخلاقنا بجدية  ونوفر لمكافحته  الإمكانيات المادية والبشرية لكي نتحكم في مصيرنا، وأن نجعل شعبنا يدرك مصلحته ويميز بين الحق والباطل ونحصنه عن المفسدين   والانتهازيين والمأجورين من  أعداء الوطن في الداخل و الخارج .

إن هذه الوضعية التي نعيش منذ زمن من قبل وسائل التواصل الاجتماعي وكل من هب ودب هي التي تقف وراء الإختلالات المجتمعية القائمة و الانزلاقات  الأخلاقية بالإضافة إلى سوء  فهم حرية التعبير ومرتكزات الديمقراطية وهو ما تسبب  في عدم احترام القوانين وعدم احترام خصوصيات  الناس وتشويه سمعتهم  وتوزيع الاتهامات والشتائم  عليهم.

إن الأمر لا يمكن أن يحصر في بعض الشكاوى صادرة من فلان واستدعاء لفلان من قبل العدالة  وأسبوع من تبادل الشتائم  بين مستخدمي  وسائل التواصل الاجتماعي، إن الأمر أشد وأعمق و أخطر من كل ذلك.

نعيش هذه الأيام اتهامات لأسرة اهل الشيخ آياه التي تعتبر منارة علمية و صوفية في افريقيا و المنطقة و في موريتانيًا بالخصوص بلد انطلاق فيضها فمن النمجاط يصدر نور اشعاعها ،ليتجاوز كل المعابر ويعبر كل القارات، وأي اتهام كالإتهام بمتاجرة المخدرات،  ومن كان يتصور أن هذا  ممكن!؟ إلا عن طريق الاستخدام السلبي للفيس بوك لما لهذه الأسرة من مكانة دينية وقيمية وأخلاق ،أسرة جمعت بين الدين والجهاد كما سجلت اسمها بأحرف من ذهب في مكافحة المستعمر حيث ضحت بدماء فلذات أكبادها والتاريخ الموريتاني الموثق يشهد على ذلك .

  وعلى  هذا الأساس، يجب التفكير في استراتيجية وطنية تضم جميع القطاعات والمنظمات الوطنية  و الهيئات الثقافية و الأمنية والشبابية  و منظمات المجتمع المدني من اجل تدارس وضعنا والخروج بخارطة طريق تتجاوب مع تطلعات شعبنا وتحفظ قيمنا  وأخلاقنا وثوابتنا الوطنية .

سيدي ولد ابراهيم ولد ابراهيم 
خبير محاسبي

إعلانات

 

إعلان